الداعية الإسلامي الدكتور سامى العساله الدعوة إلى الله مهنة الأنبياء والرسل

حوار : روضه هندي

0 564

 

ــ اتخذت وزارة الأوقاف خطوات جادة في تجديد الخطاب الديني
ــ الأعمال التطوعية من أهم وسائل بناء المجتمعات الناجحة

الدعوة الى الله أشرف مقامات العبد وأجلها وأفضلها، وفي الدعوة إقتداء بالأنبياء الكرام الذين بعثهم الله تعالى إلى الأقوام عبر الأزمان المختلفة، هذا ما أكده الدكتور سامى العسالة مدير التفتيش العام بوزارة الأوقاف، والمتحدث المعتمد بإذاعة القرآن الكريم، كما أكد أيضا على أن تجديد الخطاب الديني أصبح من أهم ما يشغل وزارة الأوقاف والقائمين عليها، مبينا أن وزارة الأوقاف اتخذت خطوات طيبة تجاه هذا الأمر.

ماهي أهم المحطات الدعوية خلال مشوارك الوظيفة بوزارة الأوقاف؟
الدعوة إلى الله عمل عظيم أختص به المولى سبحانه وتعالى أنبيائه ورسوله، ومن خلفهم من وراث الرسل، كما تفضل سبحانه وتعالى على أمة حبيبه ومصطفاه أن جعل من أمته من أقامهم مقام الأنبياء السابقين في الدعوة إليه، قال تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) وقد قيد الله من الأزل رجال للدعوة إليه، ومن فضل الله على وكرمه أن حشرني في الداعين إليه بتوفيق منه وكرمه، وآية: (وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) النساء:113، كانت ولا زالت ملازمة لي في رحلتي الدعوية.
ومن منطلق قول الله تعالى:(وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) الضحى:11، أتحدث بفضل الله وبنعمته فكنت قد اعتليت المنبر وأنا في المرحلة الإعدادية، فكنت أول من اعتلى المنبر من زملائي، وأول من أدخل الكمبيوتر في المسجد منذ أكثر من عشرين عاما، وكنت أول من حصل على الدكتوراة في إدارة أوقاف رشيد، وأول مفتش بالإدارة يصل إلى درجة مفتش عام بالوزارة، وأول من وصل إلى مدير التفتيش العام الديني بل الوحيد من مركز رشيد، وأول من وصل إلى الإعلام واعتمد بإذاعة القرآن الكريم رسميا كمتحدث معتمد على مستوى محافظة البحيرة، بل الأوحد بخلاف بعض محاولات من بعض الأساتذة ولكن دون إعتماد رسمي، بل أكاد أزعم أنه لم يحصل على كارنيه الإعتماد سوى القليل الذين اختارني الله منهم، وأيضاً لى العديد من المقالات والحوارات.. وأتشرف أنني أكتب في مجلة الإسلام وطن منذ ثلاثين عاما بخلاف بعض الصحف والمجلات الدينية ؛ واللقاءات والأحاديث الصحفية والإعلامية والتي كانت تسعى إلى تجديد الخطاب الديني.
كانت من أسعد لحظات حياتي حينما تم اختيارى في فترة التجنيد أن أقوم بتدريس التوعية الدينية للجنود والقادة بمدرسة الشؤون المعنوية ؛
وحينما تم اختياري وأنا مفتشا عاما بالوزارة لكي أقوم بخطبة الجمعة في مساجد القوات المسلحة فكان ذلك يعد شرفا لي وفخرا واعتزازاً بقواتنا المسلحة
.
الكل يحمل الخطاب الديني التهم والتقصير فيما وصل إليه المجتمع من ضياع للقيم والأخلاق، وبعد الكثير من الناس عن روح الدين تعاليمه، فما تعليقك؟
لا شك أن منبر الجمعة له أهمية كبيرة في توعية الناس بما ينفعهم إذا التزم الخطباء بالتوعية الصحيحة المتجردة عن الأهواء والتوجهات، فخطباء المساجد هم من يوحدون صف الأمة حول قضايا المجتمع، وأستطيع أن أقول: “إن منابر المساجد تتفاعل الآن بصورة جيدة مع قضايا المجتمع”، وذلك في إطار الجهود الواضحة التي يقوم بها وزير الأوقاف، فلأول مرة يصدر كتاب عن وزارة الأوقاف تحت عنوان الخطب العصرية، يتضمن موضوعات لم تطرح في الخطاب الدعوي، وذلك استمرارا في خطتها لتعليم الإمام كيفية التجديد في الخطاب الديني، . حيث أعدت الوزارة في السنوات السابقة بعض المؤلفات في ذلك الشأن منها: دليل الإمام لتجديد الخطاب الديني الذي يوضح دور الإمام والخطيب والصفات التي يجب أن يتحلى بها، فضلا عن المواضيع التي يجب أن يبتعد عنها في خطبة الجمعة، مثل: نقاط الخلاف التي قد تؤدي إلى حدوث فتنة في المجتمع
بجانب وجود مؤلفات معالى الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف في مجال مقاصد الشريعة الإسلامية وتطوير الفكر الديني.كتاب فهم مقاصد السنه النبويه رؤيه عصريه وكتاب فن الخطابة بين الماضي والحاضر بالإضافة إلى مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ومؤتمراته وجهوده في هذا المجال لتصحيح المفاهيم

الجرأة على الفتوى أصبحت من أسهل الأمور لدى البعض رغم عدم تخصصهم ،فما تعليقك عليهم؟
لدينا مؤسسات دينية مسؤولة عن الفتاوى يجب أن تكون هي المرجع لنا وعلى رأسها الأزهر الشريف الذي هو قبلة العلماء وكعبة طلاب العلم في جميع أنحاء العالم فلدينا مشيخة الأزهر الشريف وهيئة كبار العلماء ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف. فلابد أن نرجع إلى هذه المؤسسات للحد من فوضى الفتاوى.

في ظل الفضاء الإلكتروني والذكاء الإصطناعي بما تنصح هذه الأجيال والأجيال القادمة ؟

النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يستخدم أدوات عصره المتاحة في الدعوة كالإشارة بأصبعيه السبابة والوسطى وكوضع خطوط على الأرض وهو يتلوا قول الله تعالى: وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه إلى آخر الآية . فوجب علينا ألا نغض الطرف عن أدوات العصر بل يجب علينا أن نستفيد بها في الدعوة مع توجيه الأجيال إلى ضرورة التخلق بأخلاق الإسلام والتحصن بها فيما هو قادم.

وسائل بناء المجتمعات كثيرة، منها الأعمال التطوعية والخيرية، نود توضيح ذلك؟

إن الأعمال التطوعية تعد واحدة من المصادر المهمة للخير، كونها ركيزة من أهم الركائز الأساسية في كافة المجتمعات، كما تساهم في إظهار صورة إيجابية عن المجتمع، وتوضح مدى إزدهاره، ولهذا تعد العمل التطوعي ظاهرة إيجابيةً، ونشاطاً إنسانياً مهما، ومن أحد أهم المظاهر الإجتماعية السليمة، ويطلق مصطلح العمل التطوعي على أي عمل غير ربحي لا يعود بعائد مادي على أصحابه، وتشمل الأعمال التطوعية كثير من أنواع العمل: كإدخال السرور والفرحة على قلوب الأخرين، وإسعادهم، ورفع الحزن والضيق عنهم قدر الإمكان، عن طريق قضاء حوائجهم، فقضاء حوائج الناس له فضل عظيم، وهو من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى، ليرفع رصيده من الحسنات، وينال رضى مولاه في الدنيا والآخرة، وهؤلاء الذين أشار إليهم القرآن في قوله تعالى: “وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” الحج:77.
فالأعمال التطوعية يعد سلوك حضاري يساهم في تعزيز قيم التعاون بين أفراد المجتمع الواحد، كما تنشر المحبة بين أفراد المجتمع، وتؤلف بين قلوب الناس، ويعمل على رفعة وازدهار المجتمعات، وهذا ما أمرنا به المولى سبحانه وتعالى ف ي قوله: (وما تقدموا لأنفسكم مِنْ خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا) المزمل:20، وحثت عليه السنة المطهرة، في الحديث المشهور، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس”، كما أكد علماء الإسلام على أهميته: قال الحسن البصري رحمه الله: “لأن أقضي لأخ لي حاجةً أحب إلي من أن أعتكف شهرين”، ومن هنا يتضح أن أعمال البر من أهم وسائل وحدة المجتمع، ولا يستطيع أي مجتمع الإستغناء عن العمل التطوعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.