رزان طارق تفقد والدها في العرض الثاني من مسرحية “الهدف الضائع”

بدعم هيئة المسرح والفنون الأدائية ، برنامج ستار يعود النشاط المسرحي في جدة بالمسرحية الكوميدية الاجتماعية “الهدف الضائع” على مسرح غرفة جدة لمدة ثلاثة أيام متتالية، (١٠، 11،١٢ إبريل 2025م). وسط حضور عدد من الفنانين وجمهور عائلي غير متوقع، وكأن لسان حال الحضور يقول: نعم نحن متعطشون لحضور مسرح كوميدي بهذه المواصفات والإمكانيات الفنية والأدائية للممثلين والممثلات. فقد كان التفاعل والتجاوب مع الأحداث الكوميدية يسيطر عليه ضحك الحضور طوال عرض المسرحية التي امتد لمدة ساعتين تقريبا.
تدور أحداث المسرحية في قالب كوميدي من خلال لوحات لأسرة تتكون من أب وزوجته وابنتها الغربية، والتي تعاني من حالة نفسية إنفعالية، والأسرة الثانية تتكون من أب وزوجته وابنهما الذي يعني من اضطرابات نفسية تجعله يعتقد أنه ضابط أمن. هذه الحالي التي يعاني كل من الابن والابنة من تحديات نفسية تجعل المجتمع ينظر إليهما على أنهما “غريبان” أو يعانيان من اضطرابات نفسية حادة تؤذي كل من حولهما من الأسرتين.
في إطار من السخرية والمفارقات، يحاول الآباء حل هذه المشكلة النفسية الاجتماعية من خلال الزواج!. وما يحدث الزواج بينهما حتى تنقلب الأمور رأسًا على عقب مع تطور الأحداث، فتكشف الأحداث عن التوترات العائلية والضغوط الاجتماعية بأسلوب فكاهي ممتع ومثير، وكذلك تكشف سبوك كل من الأبوين، لإاحدهما كل همه الراتب الذي يحصل عليه ولده من الشركة المسجل فيها صوريا بدون أن يذهب للعمل، والأب الآخر التي تكشف الأحداث أن متزوج على زوجته في السر.

في المجمل كانت آراء الحضور إيجابية جداً ويتضح ذلك من خلال التفاعل مع الأداء، لكن في المقابل كانت أراء بعض المختصين أكثر مهنية وحرفية، ومنهم المستشار والمخرج مجدي القاضي، والإعلامي سعود الخلف وكاتب السطو، على أن المسرحية كانت عبارة عن لوحات (اسكتشات) أكثر من منها حكاية سردية، وأن بعض الممثلات المشاركات، رغم الأداء القوي يحتجن إلى المزيد من التدريب والتفاعل مع أحداث المسرحية. لكن يظل الإجماع على أنها بادرة تستحق الإشادة والتقدية، وأن ما قام به الممثل لؤي محمد حمزة يحسب له ويسجل في تاريخه الفني بعد عودة إلى المسرح والدراما.
المسرحية من تأليف وبطولة نجم الدراما لؤي محمد حمزة ويشاركه كل من نوار رشيد، محمد أوس، وائل عنقاوي، روان عاشور، نجلاء ناقرو، ورزان طارق. ومحمد القرشي (الجسيس) الذي يشارك في زفة العريس بعدد من المجسات الترحيبية. وإخراج نورا عمر وتأليف موسيقي د. أشرف شاولي. كما يشارك في التنفيذ الطاقم الفني وهم : عبد الله بن عيفان (دراماتورجيا)، محمد أوس (إدارة إنتاج)، وليد اللحام ( تصميم إضاءة)، أسامة الخطيب (الهندسة الصوتية)، أماني الكندي وزينب المرواني (تصميم أزياء)، زينب المرواني ووفاء عطية ( تصميم ماكياج).
كان لافتا حضور عدد من المثلين تشجيعا لزميلهم لؤي حمزة في تجربته المسرحية الأولى بعد غياب عن الدراما والمسرح، ومنهم المستشار والمخرج مجدي القاضي وعبد الرحمن عزت ومحمد الزهراني وصالح الخلاقي والشاعر ضياء خوجة والكابتن خالد قهوجي، وعازف القانون حسين القرشي والإعلامية سهى الوعل وغيرهم الكثير من الممثلين والممثلات.
خالص العزاء للممثلة رزان طارق..
لم تمضي ساعات على النجاح الذي لقيه العرض الثاني من مسرحية “الهدف الضائع” حتى انقلبت حياة المذيعة والممثلة السعودية رزان طارق من فرح وسعادة إلى حزن عميق، حين جاءها خبر وفاة والدها وانتقاله إلى الرفيق الأعلى. هذا الخبر قلب حياة جميع فريق المسرحية من سعادة إلى حزن، خاصة أنه تبغى العرض الثالث والأخير من المسرحية، وعلى ذوء هذا الحدث الجلل اتخذ الممثل لؤي حمزة مع الفريق قرار إيقاف العرض الأخير.
عن القرار قال لؤي حمزة لـ “المدن”: إنهم بالفعل قرروا إيقاف العرض الأخير لكن اتصالاً هاتفياً من شخصية اعتبارية أخبرتهم بأن الأميرة تريد حضور عرض الأخير مع عدد من الضيوف، وهنا وقف فريق المسرحية في “حيص بيص ” كما يقال، فما كان منّا إلا استئذان رزان، ولكن كانت المشكلة في من ستلعب دورها هو محوري ورئيسي في المسرحية، ومن هي الممثلة التي تستطيع القيام بذلك؟ فقالت الممثلة نجلاء ناقرو إنها قادرة على أداء الدور، وأنها تحف الكثير من حواراته، وبالفعل، في اليوم التالي بدأنا بروفات من وقت الظهر إلى ما قبل المغرب، والحمد لله أن الممثلة نجلاء ناقرو بذلت جهدا كبير أثناء البروفات والعرض، وأستطيع القول إنها أجادت بشكل كبير، رغم أنها أو مرة تشارك في عمل مسرحي، حيث أن دورها في المسرحية كان في المشهد الأخير في دور الزوجة الثانية، لكنها في دور رزان أثبتت أنها ممثلة متمكنة وليديها الموهبة التي تؤهلها لأدوار البطولة. والحمد لله تم العرض الأخير بنجاح، ولكننا نشاطر زميلتنا رزان طارق حزنها وألمها بفقدها لوالدها رحمه الله وأسكنه فسيح جناته”.