تعيش منطقة الخليج في هذه الآونة حالة من القلق والترقب، في ظل تصاعد التوترات بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى. ومع اقتراب هذه الأزمة من نقطة الانفجار، تتزايد التحذيرات من سيناريو كارثي قد يهدد استقرار دول الخليج العربي، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
مشروع خفي يُعاد تشكيله؟
يرى بعض المراقبين أن ما تشهده المنطقة ليس مجرد خلافات عسكرية أو سياسية عابرة، بل جزء من سيناريو مُحكم، وصفه البعض بـ”المسرحية”، تقف خلفه قوى إقليمية ودولية تسعى إلى إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط. الهدف – وفقًا لهذا الطرح – هو التمهيد لما يُعرف بـ”دولة إسرائيل الكبرى 2030″، عبر خلق فوضى منظمة تتيح إعادة هيكلة النفوذ والتحكم بالموارد الحيوية في المنطقة.
ضربات متبادلة… وضحايا محتملون
بحسب تقارير صحفية موثوقة، فإن دول الخليج حذرت واشنطن مؤخرًا من السماح لإسرائيل بتوجيه ضربات إلى المنشآت النفطية الإيرانية، خشية رد إيراني يستهدف البنية التحتية الخليجية. وقد رفضت هذه الدول استخدام مجالها الجوي لأي عمليات عسكرية ضد إيران، في محاولة لتجنيب نفسها تداعيات التصعيد.
لكن رغم تلك التحذيرات، فإن هناك مخاوف من تنفيذ ضربة عسكرية وشيكة ضد إيران، والتي قد ترد بدورها بضربات مدمرة تستهدف منشآت النفط وخطوط الإنتاج في الخليج، ما قد يؤدي إلى توقف شبه كامل في الإمدادات، وتراجع اقتصادي حاد، خاصة مع استمرار تجميد المدخرات الخليجية في الخارج.
انهيار اقتصادي وتحركات داخلية محتملة
وتُعزز هذه المخاوف تقارير عن انخفاض متوقع في أسعار النفط بسبب ضغوط اقتصادية غربية، مما قد يُفاقم الأزمة. كما يُخشى من أن تستغل إيران حالة الفوضى لدفع خلاياها وأنصارها في المنطقة – خصوصًا في الدول التي تضم أقليات شيعية – لتنفيذ عمليات تستهدف زعزعة الاستقرار من الداخل.
المصريون في الخليج… في قلب الخطر
في خضم هذه التحذيرات، تتجه الأنظار إلى الجاليات العربية المقيمة في الخليج، وعلى رأسهم المصريون، والذين يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة. وتبرز الدعوات بضرورة ترتيب الأوضاع الشخصية والاستعداد لأي طارئ محتمل، في ظل سيناريوهات غير متوقعة قد تتطور في لحظة.
الخلاصة
رغم قتامة الصورة، لا تزال هناك آمال واسعة أن تُجَنَّب المنطقة هذا المصير، وأن يسود صوت العقل والدبلوماسية. إلا أن التحذيرات باتت أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، وهو ما يفرض استعدادًا واقعيًا، دون تهويل، لأي تطورات قادمة.