تشهد مصر في الفترة الحالية حالة من التحديات المتزايدة، داخليًا وخارجيًا، حيث تتعالى موجات الإشاعات التي تستهدف استقرار الجبهة الداخلية، في محاولة لضرب وحدة الشعب المصري وزعزعة ثقته في دولته ومؤسساته. هذه المحاولات ليست بجديدة، بل هي امتداد لخطط سابقة فشلت في تحقيق أهدافها، بدءًا من اللعب على الوتر الديني، مرورًا بإثارة النزعات الجغرافية، ووصولًا إلى استغلال الانقسامات الرياضية والاجتماعية.
محاولات فاشلة لإضعاف مصر
على مدار السنوات الماضية، حاول أعداء مصر مرارًا تفكيك نسيجها الاجتماعي بطرق مختلفة، إلا أن وعي الشعب المصري ووقوفه صفًا واحدًا ضد هذه المخططات أفشلها جميعًا. لم تفلح محاولات إثارة الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، كما باءت بالفشل محاولات خلق صراع داخلي بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية. حتى استغلال الرياضة، كما شهدنا في الفترات الماضية، لم ينجح في زعزعة استقرار الدولة.
المخططات الخارجية والتحديات الإقليمية
على المستوى الإقليمي، تعرضت مصر لعدد من التحديات الاستراتيجية، بدءًا من الحرب ضد الإرهاب في سيناء، والتي كانت تهدف إلى استنزاف الجيش المصري وإجباره على مواجهة دامية مع أهالي المنطقة. إلا أن الدولة المصرية تمكنت من القضاء على الإرهاب، مع تعزيز وجود قواتها العسكرية في مناطق لم يدخلها الجيش منذ عام 1977.
وفي ملف سد النهضة، كان الهدف حصار مصر مائيًا، إلا أن القاهرة ردت بتحركات استراتيجية، حيث عززت نفوذها في البحر الأحمر وامتلكت قوة بحرية قادرة على حماية مصالحها. كما وسّعت نفوذها في ليبيا، ما جعلها طرفًا رئيسيًا لا يمكن تجاهله في المعادلة السياسية هناك.
الرهان على وعي الشعب
المعركة التي تواجهها مصر اليوم ليست مجرد مواجهات عسكرية أو سياسية، بل هي حرب وعي في المقام الأول. يدرك أعداء مصر أن سقوط الجبهة الداخلية يعني سقوط الدولة، ولهذا يركزون جهودهم على بث الفوضى وزرع الشكوك، لكن الشعب المصري يثبت يومًا بعد يوم أنه يمتلك من الوعي ما يكفي لإفشال هذه المخططات.
مصر تواجه شياطين في هيئة بشر
ما يحدث اليوم ليس مجرد صراع سياسي، بل هو معركة وجود، تستهدف استقلال القرار المصري وكرامته. في ظل هذه التحديات، يبقى الشعب المصري هو خط الدفاع الأول، بوعيه وإدراكه لحجم المؤامرات التي تحاك ضد وطنه.
وفي النهاية، تبقى مصر شامخة، محاطة بالتحديات ولكنها قادرة على تجاوزها، كما فعلت دائمًا. وكما يردد المصريون دائمًا: “تحيا مصر”.