وللحديث بقية . . (40)

جدة : عدنان صعيدي*

0 71

(الفولكلور بمفهومه الأساسي ليس له صلة بمفهوم الفن الشعبي، وللاستدراك أود أن يعلم أهل الفن، أن موضوعات الفولكلور ترتبط بأحداث الأسطورة، التي لا يُعرف لها واضع في العهد القديم، بخلاف الفن الشعبي، فإن مفهومه الواقعي هو الاتصال، أو الإحاطة بأحداث الفن المنسوب للشعب وتقييمه على درجة من درجات التقدير ــ ارتفاعًا وهبوطًا ــ مع إلحاقه بواضعه الذي بقي اسمه على صفحات التاريخ).

الأسطر أعلاه، جزء من مقدمة كتبها الأستاذ الشاعر، محمود بن عبد الخير عارف، يرحمه الله، لكتاب (أفانين ــ ط 1) لمؤلفه الأستاذ حمدان صدقة، يرحمه الله، فقد كنت أستعرض أثناء إعادة ترتيب وفهرسة مكتبتي، صفحات الكتاب الذي مضى زمن طويل جدًا على صدور طبعته الأولى، فشدتني المقدمة المكتوبة على أربع صفحات، وأعجبتني، وفي ذات الوقت كانت المدخل للتذكير بالشاعر الأستاذ محمود عارف، الذي ولد بجدة عام 1909م وتوفي بها عام 2001م

سعدت باستضافة الأستاذ عارف لمرة واحدة في أحد برامجي الاذاعية، وللإذاعة علي فضل كبير في معرفة العديد من الشخصيات وجها لوجه، فقد كانت نجوم المجتمع، وتفصلني عنهم فترة زمنية تمتد لأكثر من عشرين عامًا.

كان الأستاذ عارف قليل الكلام، وهذا دأبه، حتى في جلساته الخاصة مع أصدقائه، حيث لمست ذلك عند حضوره للمناسبات الأدبية والثقافية، وفي بعض الليالي عند حضوري (للربوعية) التي كان يقيمها الشاعر الأستاذ يحي توفيق، في منزله بشارع التحلية، كل أربعاء للعب (البلوت) وكان من ضمن تلك المجموعة الأساتذة، عبد الفتاح أبو مدين، ومحمد مناع، ومحمد صادق دياب، يرحمهم الله جميعًا، وآخرون لا أتذكرهم بحكم أني لم أكن أصلًا عضوًا في تلك المجموعة

  • إذاعي وكاتب سعودي

 

  • الأستاذ محمود عارف، أثناء تكريمه في اثنينية الخرجه
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.