لا أعرف شاعرًا تغنى بجدة، مثل الشاعر الأستاذ أحمد صالح قنديل، الذي ولد بها عام 1911م، وتوفي ودفن بها عام 1979م، فقد كتب الكثير من القصائد الشعرية بالفصحى والشعر الحلمنتيشي، وتغني بشعره الفنانون ومنهم الفنان طلال مداح .
كتب في الصحف المحلية، وكتب الدراما الاجتماعية للإذاعة والتلفزيون، تحت مسمى قناديل، وظلت جدة طوال حياته جزءً من روحه ومشاعره، بينما اكتفت جدة بعد موته، بإطلاق اسمه على أحد شوارعها.
كان لديه مؤسسة للإنتاج الفني، أصدر من خلالها الكثير من أعماله الشعرية، وخاصة عن جدة، وسوف يجد الباحثون في لغته الشعرية، في القصائد الحلمنتيشي
ما يضحك ويبكي، وما هو أشبه بمثابة توثيق لمكان، وانتزاع احترافي لجمل وعبارات شعبية، هي اليوم تغيب عن الجيل الجديد، بل قد يعتبرها لغة غريبة، لأنها اختفت من قاموس التعامل اليومي، في البيت والسوق والمدرسة.
مؤلفاته كثيرة ما بين شعر ونثر وقصص هي (كما رأيتها “يوميات” القاهرة، الأبراج، الأصداء، أغاريد، نار، شمعتي تكفي، قريتي الخضراء، أبو عرام والبشكة، الراعي والمطر، أوراقي الصفراء، عروس البحر.. حلاوة، عروس البحر.. نقاوة، اللوحات الأصداف، نقر العصافير، مكتي.. قبلتي، المركاز، قاطع الطريق “قصة شعرية” “الجبل الذي صار سهلاً” رواية).
كان من معلمي مدرسة الفلاح، وشغل رئاسة تحرير جريدة صوت الحجاز، ورئيس وكلاء مطوفي الجاوة الأندونيسيين، وعمل في إدارة المطبعة العربية، وعمل كاتبًا ومحاسبًا في فندق جدة، ومحررًا في ديوان الأوراق، ومدير قسم تحقيق الضرائب المباشرة وجبايتها، ورئيس ديوان التحرير في وزارة المالية، ومديرًا لفرع إدارة الحج بجدة، ثم مدير عام شؤون الحج، وظل في هذه الوظيفة حتى أحيل للتقاعد، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
يتبع.
إذاعي وكاتب سعودي
ــ بعض أغلفة إصدارات الشاعر أحمد قنديل.
