وللحديث بقية.. (58)

جدة :عدنان صعيدي

0 86

 

كغيري من المستمعين، كنت أتابع بإعجاب، الحديث اليومي الذي يعده ويقدمه الأستاذ الكبير الأديب النسّابة، محمد حسين زيدان، يرحمه الله، في الإذاعة تحت عنوان (كلمة ونص) ثم توقف البرنامج، وبعد التحاقي بالعمل الإذاعي، اُدرج برنامج اُسبوعي، للأستاذ الزيدان، تحت عنوان (ثلاث كلمات) غير أن تسجيل البرنامج لم يكن يتم في أحد الاستديوهات، بل في مكتب مدير البرنامج العام في إذاعة جدة حينذاك، الدكتور بدر كريم، يرحمه الله، فيقوم هو بتسجيل البرنامج للأستاذ الزيدان، وعمل المونتاج اللازم ووضع المقدمة، بشكل احترافي، وكأن ذلك تم في أحد الاستديوهات، فقد كان في مكتب الدكتور بدر كريم، جهاز تسجيل خارجي، وجهازا استماع يستخدمهما للمونتاج.
توقف برنامج (ثلاث كلمات) بعد أن غادر كريم اذاعة جدة، حيث تم تعيينه مديرًا عامًا للإذاعة السعودية، ومقر مكتبه في الرياض، وفي عام 1403هـ تحول مسمى إذاعة جدة، إلى البرنامج الثاني، وأسندت إليّ الإذاعة برنامجًا ثقافيًا، فكانت فرصة كي استضيف الأستاذ الزيدان لأول مرة في حياتي الاذاعية، اتصلت به هاتفيًا فرحب وحدد الموعد، وكل ظني أني سوف أذهب إليه في منزله للتسجيل معه، لكنه فاجأني بقوله بل أنا أحضر اليك في الإذاعة.
لم يكن لديّ مكتب مثل كريم، فحجزت أحد الاستديوهات، وحضر الأستاذ الزيدان مرتديًا مشلحه، في الوقت المحدد، وتم التسجيل، وغادر دون أن أقدم له حتى شربة ماء، فمكتب المذيع هو الاستديو، ولم توفر الإذاعة مكتبًا للاستقبال أو الاستضافة، ولا يوجد أصلًا مكتب للعلاقات العامة.
يتبع.
*إذاعي وكاتب سعودي

ــ الأستاذ محمد حسين زيدان
ــ الدكتور بدر كريم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.