يقول الأستاذ محمد حسين زيدان، عن تعلمه القراءة (. . لقد علَّمني سوق (الحراج) وجريدة “ألف – باء”، كنت لا أقرأ الصحف، لأن الصحف لا تأتينا. قبل “العهد السعودي”، كنا نفتش في الحراج، لنجد بعض الكتب التي يعرضها أصحابها للبيع، نتيجة الفقر والعوز والجوع الذي ألمَّ بهم، فيبيعونها بمبالغ زهيدة لا تتجاوز قيمة الواحد القرش أو القرشين، فأنقب عن كتاب ينفعني، فأشتريه وأقرؤه، ومن هنا تعلَّمت القراءة من هذا السوق، ثم تعلَّمت القراءة في مكتبة كنت أبيت فيها لمدة لا تقل عن سنتين، فيها أمهات الكتب وكنت أقرؤها.)
بمناسبة تكريم الأستاذ الزيدان، في (اثنينية) الخوجة، كتب الأستاذ عبد الله خياط، يرحمه الله، كلمة نشرت في ملحق الأربعاء بجريدة المدينة، قال فيها (وليس من محفل .. أو مجلس أدب وعلم إلا والزيدان وإن تباعد عن الصدارة.. تواضعًا.. فلا أحد يرضى إلا بأن يذهب الزيدان إلى الصدر.. وإلا فالصدر حيث هو لا يقول هو ذلك.. وإنما حضور المجلس يجعلونه كذلك .. ولقد عاش الزيدان سنوات عمره معطاء لا يقايض إلا بالحب.. ويا نعم المقايضة.. بالحب تقايض معنا.. ونحن نعمل معه يوم كان مديراً لتحرير جريدة البلاد، وكما عرفت الزيدان في العمل.. فقد تعرفت عليه.. وأخذت منه الشيء الكثير خارج العمل، وقد تفرقت بنا السبل في عالم الصحافة.. أو في دنيا الأدب.. ولوجه الحق أقول: بأنه لم يبخل.. بل.. كما أنه لا يعرف البغض فإنه لا يعرف البخل.. وكيف يعرف البغض.. أو البخل من عاش حياته عاشقاً يهوى العطاء حتى وإن بات طاوياً أو تكبد المشقة.).
توفي الأستاذ الزيدان صباح السبت التاسع والعشرين من شهر شوال، عام 1412هـ، ودفن بمكة المكرمة، رحمه الله واسكنه فسيح جناته.
ــ لمن يكرمني بالمتابعة، أتوقف عن كتابة الأحاديث حتى حين.
*إذاعي وكاتب سعودي
ــ الأستاذ عبد الله خياط.
ــ بعض كتب الأستاذ الزيدان.