أزمة الحوار بين السنّة والشيعة سببها إيران

بقلم د. تامر خفاجي

0 37

كُتب الفشل لكل الدعوات السابقة التي أطلقت للتقريب بين السنّة والشيعة؛ فرغم قدم هذه الدعوات وكثرتها إلا أنها لم تثمر نتائج ملموسة على أرض الواقع، فربما تكون عوامل الفشل صاحبت هذه الدعوات في بداية إطلاقها، أو لم يأخذ أصحابها هذه الدعوات على محمل الجد ولم تتوافر إرادة النجاح لها.
إذا كان التقريب بين الأديان أمراً محبباً للنفس نظراً الى المشتركات الإنسانية التي تجمع بني الإنسان، فمن الأولى أن يكون هذا التقارب على مستوى المذاهب داخل الدين الواحد، فالإسلام دائماً يُحرض على الاعتصام والتقريب ولمّ الشمل، وكلها صفات محمودة تعود على الإنسان وحياته بالنفع.
في ما يتعلق بالتقريب بين السنّة والشيعة دائماً ما يرفع لواءه رجال الدين، اعتقاداً منهم أن الأزمة تكمن في بعض المفاهيم الدينية بين هذين المذهبين، وأنهم قد يقودون إلى حوار سياسي إذا ما نجح الحوار الديني بينهما، وهذا الكلام قد يكون صحيحاً من الناحية النظرية، ولكنه غير صحيح من الناحية العملية بدليل فشل كل محاولات التقريب السابقة.
الأزهر الشريف سعى على مر تاريخه الطويل إلى هذا التقارب، فأطلق الدعوة وراء الدعوة، واستقبل رجال الدين الشيعة بقلب وعقل كبيرين داخل باحات المؤسسة الدينية الأكبر في العالم، ومع ذلك كان السلوك السياسي لبعض هؤلاء الشيعة بعيداً تماماً عن أي حوار ديني بل يهدمه.
أزمة السنّة مع الشيعة أو مع إيران التي تمثل صوت الشيعة في العالم، أنها تتعامل سياسياً مع أي دعوات تقريب دينية، وأنها تقدم أهدافها السياسية على أي تقارب ينشده رجال الدين في الجانبين، حيث تحول رجال الدين الشيعة إلى رجال سياسة في الأصل، فبتنا نسمع عن التشيع السياسي، أي الولاء لإيران لا لآل البيت، فقد تجد في دولة عربية ما شيعة ولاؤهم لإيران ضد وطنهم، الحكم ليس على إطلاقه، ولكن هذه الحالة باتت شائعة في السلوك السياسي لكثير من الشيعة في منطقتنا العربية.
وأزمة إيران في أنها دولة طائفية مذهبية وليست دينية فقط، وهنا تبدو عوامل فشل أي محاولات للتقارب بين السنّة والشيعة على الأقل في الماضي، فإيران تتعامل بصبغة مذهبية مع جيرانها، وتقوم مع ذلك على التبشير بأفكارها وتصدير الثورة، فإيران المذهبية لا الدينية سبق وصرح أحد قادتها بأنها نجحت في احتلال 4 عواصم عربية.
فأي أجواء للحوار الديني وسط محاولات التمدد السياسي؟ أو محاولة استفادة السياسيين من دعوة رجال الدين أو على الأقل توظيف الدعوات الدينية الى التقارب بحيث تصب في صالح المشروع الإيراني في المنطقة.
وللحديث بقيه مادام في العمر بقية …..وغدا افضل باذن الله

بنك مصر مقالات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.