الدكتور الأديب عصام البرام الوزير المفوض لدولة العراق بجامعة الدول العربية

كتب: روضه هندي

235

قضية فلسطين قضية محورية للأمتين العربية والإسلامية
لن يكون للأمة العربية مكان بين الأمم إلا بإتحادها
الإهتمام بالأمن اللغوي جزء لا يتجزأ من مفهوم الأمن العربي

أكد الأديب والدبلوماسي الدكتور عصام البرام وزير مفوض في جامعة الدول العربية لدولة العراق، على أن القضية الفلسطينية هي أحد المفاتيح الرئيسية لإستقرار المنطقة، لكن للأسف أضاع الضمير المجتمع الدولي الحقوق الفلسطينية الموثقة بموجب القرارات الشرعية الدولية، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي يقف عاجزا عن إنفاذ الشرعية الدولية في قضية عمرها تجاوز 75 عام، مبينا أن ما يحدث الأن في غزة هي محاولة لتصفية الإسرائيليين للقضية الفلسطينية بتحويل غزة إلى جحيم، وتضييع حق المواطنين الفلسطينيين، موضحا ان فقدان اللغة وضياعها بين أهلها والتهاون بها يهدد الكيان الفردي والكيان الجماعي بالذوبان في كيانات أخرى.
وكان ل “المدن الإلكترونية”، حوار مع الأديب الدبلوماسي الدكتور عصام البرام الوزير المفوض بجامعة الدول العربيه للرد على بعض الأسئلة التي تشغل بال المواطن العربي.
*قضية محورية*
القضية الفلسطينية أصبحت تؤرق كل الشعوب الإسلامية والعربية، في ظل هذه الأوضاع الدامية، فما تعليقكم؟
فلسطين أو القدس أو المسجد الأقصى هي أولى القبلتين وثالث الحرمين، وهي قضية العرب المركزية والمحورية لكل العرب، وخاصة في هذه الأزمة الكبيرة، والتي اعتبرتها من أقوى الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة بعد حرب 2006، فحرب اليوم تشكل انعطاف كبير في القضية الفلسطينية، ونحن كعرب ومسلمين مدعوين مع غير المسلمين أن نعطي لهذه الحرب بعدها الحقيقي، والسعي بقوة لمنح أشقائنا الفلسطينيين حقوقهم المتمثلة في أراضيهم العربية التي سلبتهم إيها الكيان الصهيوني المحتل، ولا ننسى الدور الصهيوني الكبير العالمي الذي يسعى دائما الى دعم هذا الدويلة اللقيطة على حساب أشقائنا الفلسطينيين، هذه الحرب…. هي حرب ضروس لا تبقي ولا تذر تريد ان تجتز شفرة أخوتنا الفلسطينيين من أرضهم، والواجب فعله الأن على الأقل من خلال الدبلوماسية العربية والإسلامية وقف هذا النزيف الدموي من اجل الحفاظ على ما تبقى من أخوتنا بغزة، ورحم الله أرواح شهدائنا الأبرار، وعلى كل مسئول عربي وإسلامي كلا في موقعه أن يعمل على تفعيل هذه القضية، ويعطيها البعد الإعلامي الكبير الذي يليق بها، وإظهارها كقضية كل عربي ومسلم، مع فضح الآلة الإعلامية الصهيونية، وجيشها الإسرائيلي الهمجي الذي لا يعرف عن الإنسانية أي معنى، وتحويل قضية فلسطين لقضية عقائدية تهم كل مسلم على وجه الأرض.
*مصير أمة*
*تمر المنطقة العربية بمنحنيات مصيريه وأصبحت الرؤية المستقبلية للأمه ضبابيه، فما تعليق سيادتكم؟
رغم ما يمر به العالم من أحداث، إلا أنني أرى في العالم العربي تفاؤلا كبيرا، رغم وجود كثير من الأزمات والنكبات بعالمنا العربي، وهذا التفاؤل ناتج من تكوني الشخصي، فطبيعتي كإنسان متفائل، أشعر أن هنالك لا زال الأمل العربي الكبير موجود في كثير من بلداننا، وعن قريب سيجتمع شمل الأمة العربية، رغم وجود الكثير من التحديات المصيرية التي تعصف بعالمنا عدد العربي، فكل المؤهلات والإمكانيات والتحديات موجودة فينا، ونملك ناصية العلم والعلوم بعالمنا العربي، والطبيعي في سنن الكون التغيير من القوة للضعف، والعكس صحيح، وستظهر قريبا أجيال ستحقق ما عجزنا نحن في أيامنا تلك، ورغم التغير في عالمنا العربي من أحداث جسام، والعمل على طمس هويتنا وشخصيتنا العربية والإسلامية، يبقى الإنسان العربي بمثقفيه وكتابه وأدباءه وشعراءه وإعلاميه بكل الطبقات المثقفة وغير المثقفة يملكون كل مقومات التفوق والنجاح ومجابهة التحديات في عالمنا العربي.
*ألأمن اللغوي*
دائما ما نسمع عن الأمن الاقتصادي، والأمن الغذائي وغيرها من هذه المسميات الامنية الاخرى، فمتى نسمع عن الأمن اللغوي؟
اللغة العربية هي لغتنا الأم في عالمنا العربي، وهي لغة القران الكريم، ولغتنا الجميلة غنية وتمتلك من المقومات في شتى العلوم والفنون الكثير والكثير، ولا تضاهيها أي لغة اخرى على وجه الأرض، ولا أدل على ذلك من اختيار المولى سبحانه وتعالى لتكتب وينطق بها القرآن الكريم.
ومصطلح الأمن اللغوي مصطلح جديد على المسامع، لكنه لقى أهمية عند الأقدمين من أهل اللغة العربية، وأنا أعد اللغة مرادف للهوية وكلاهم لا ينفصلان، فالحفاظ على اللغة العربية ضروري للحفاظ على الهوية الفردية والجماعية، والاهتمام باللغة العربية لا يقل أهمية عن الأمن والأمان لأي مجتمع، ومن لا يرى أن اللغة العربية هي أداة أمتها نحو المعرفة والتنمية الاقتصادية والثقافية ووسيلة رئيسة للتقدم والوحدة فهو لا يعي خطورة التهاون بها، والواجب على السلطات التنفيذية والتشريعية في كل البلاد العربية سن التشريعات اللازمة للحفاظ على اللغة العربية وإنفاذها.
والأمن اللغوي جزء لا يتجزأ من مفهوم الأمن العربي الشامل، ولا أبالغ إذا قلت أن الأمن اللغوي يقدم على أنواع الأمن الأخرى كالعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، كما ينبغي علينا أن نمتلك مدارس في مجال اللغة العربية أكثر مما نمتلك المدارس من اللغات الأجنبية، نعم هي جزء من الثقافة الإنسانية وجزء من ثقافه الفرد أن يتعلم لغة من الأمم كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم انه قال “من تعلم لغة قوم أمن شرهم” إذن تعلمي اللغات الأجنبية كالإنجليزية أو الفرنسية وغيرها من اللغات الاخرى شيء مهم، لكن ليس على حساب اللغة العربية، ولا ننسى لغته العربية، ويتعلم منها بقدر ما يرمى بنفسه في حضن لغة أجنبية أخرى.
*حياة أديب*
شخصية مثل سيادتكم مرت حياته بعدة مراحل مختلفة بداية من العمل الإعلامي مرورا بالالتحاق بالخارجية العراقية ثم اتجهت للأدب والشعر، نود تسليط الضوء؟
لا أخفيك سرا، تنتابني سعادة غامرة بلقائي سواء مع إعلاميين أو صحفيين، خاصه في بلدي الثاني مصر الحبيبة، الزاخر دائمة بالثقافة والإبداع وجميع أنواع الفنون الهادفة، فرحلتي في الحياه كانت طويله، بدايته من المرحلة الإعدادية ومرورا بالمرحلة الثانوية، وبدا ارتباطي باللغة العربية مبكرا، لكن زاد تعلقي بها في المرحلة الثانوية، فدائما ما كنت أتواصل مع مدرسي ماده اللغة العربية، وحبى لهم ولقائي بهم ومجالستهم والاستماع منهم، ثم انتقلت للمرحلة الجامعة، فالهاجس الفني والأدبي في الشعر والكتابة دائما يقودنا الى حاله التجديد في مبدأ القصيدة أو في مبدأ اللغة العربية أو في تطوير من ذاتنا دائما باستمرار، وبدأت رحلتي في الكتاب، وكان أول صدور لديوان الأول عام 1984، وقت حرب الخليج الأولى، وكان بعنوان: “حناء على ابواب الفاو”، ثم أعقبتها دواوين أخرى بعد فتره بعد إكمال الدراسة في كلية الإعلام بجامعه بغداد، كما شاركت في كثير من المهرجانات الأدبية والشعرية، وبعدها انضممت لأتحاد الأدباء والكتاب العراقيين، وأعقبها اتحاد الكتاب العرب، وأتحاد كتاب مصر الكبير، وبدأت أولى خطواتي الجديدة في تجديد بناء قصائد، ليس هذا فحسب بل وكتابه قصائد متنوعه تنقلنا بين العمود، ثم التفعيلات، ثم قصيده النثر، ثم القراءات في الكتب والروايات، وتقديمنا لنصوص فكريه، ثم أتبعتها بالاطلاع على عدد لا بأس به من الدراسات الأدبية في مجال اللغة العربية، وفي العلوم السياسية، حتى التحقت بالسلك الدبلوماسي، وبدأنا مشوارنا الدبلوماسي في مراحل متقدمة وتبوأنا هذه المناصب.
*الأدب والدبلوماسية*
العمل في السلك الدبلوماسي ليس بالعمل الهين، كيف استطعت أن توفق ما بين عملك الدبلوماسي، وشغفك وحبك للأدب والشعر رغم التباين بينهم؟
فعلا، أنا صرحت أكثر من مرة في حوارات سابقة، إن الدبلوماسية البست قصيدتي ثوبها الجميل، وأعطت بعدها الثقافي المتجدد كما في الدبلوماسية، ومن خلال تفاعلنا وتنقلاتنا دائما في البعثات الخارجية جعلتني أتفاعل أكثر مع الثقافات الأجنبية، سواء كانت ثقافات الأسيوية والأوروبية أو العربية، وعملت في كثير من هذه الدول، وكان إطلاع وتواجدي في المحافل الثقافية لهذه الدول منحني الفرصة لان اقرأ وأتفاعل مع كبار كتابها وأدباءها، وتوصيل الفكر والرسالة الأدبية سواء كان في الشعر أو الرواية أو الكتابة بين العرب وبين هذه الدول من خلال الدبلوماسية تعطيك دائما نوع من التجذيب والتقرب وتوضيح الرؤى في الأفكار وفي العلاقات، كما تستطيع أن تعطي الصورة الجميلة خاصه عندما يكون الإعلامي أو الأديب يمتلك الملكة والإمكانيات التي تؤهله لهذا، والقدرة على المزج بين العمل الدبلوماسي والأدبي.

يقدم موقع المدن الإخباري تغطية شاملة ومحدثة على مدار الساعة لمختلف المجالات الإخبارية، حيث نتابع آخر التطورات في أخبار السياسة والاقتصاد والرياضة والمجتمع.

أخبار التعليم: أحدث الأخبار حول المناهج، نتائج الامتحانات، قرارات وزارة التعليم، وكل ما يهم الطلاب والمعلمين.

أخبار المدن: متابعة يومية لأهم الأحداث المحلية والتطورات في مختلف المحافظات.

أخبار عربية ودولية: تغطية حصرية للأخبار العالمية والعربية، من السياسة إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

اقتصاد وبنوك: رصد مستمر لأسعار العملات، تطورات البورصة، أخبار البنوك والاستثمار والأسواق المالية.

تحت القبة: تقارير وتحليلات حصرية حول القوانين والتشريعات وقرارات البرلمان.

ثقافة وفن: متابعة لأخبار السينما، الدراما، الفنون، المهرجانات الثقافية، والإبداع الأدبي.

حوادث: تغطية حصرية للأحداث الطارئة، الحوادث المرورية، والجرائم اليومية.

رياضة: أحدث الأخبار الرياضية، نتائج المباريات، انتقالات اللاعبين، وتحليلات الدوريات المحلية والعالمية.

عقارات: تقارير عن سوق العقارات، أسعار الوحدات السكنية، والمشروعات الجديدة.

قناة المدن: محتوى مرئي حصري يشمل تقارير فيديو وتحقيقات ميدانية.

مجتمع المدن: أخبار المجتمع، الفعاليات المحلية، وقصص النجاح والابتكار.

مقالات: تحليلات ورؤى مختلفة حول الأحداث السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.

تابع موقع المدن للحصول على تغطية إخبارية موثوقة، شاملة، ومتجددة على مدار الساعة.