في خطوة تصعيدية جديدة، يشهد الشرق الأوسط تحركات عسكرية أمريكية مكثفة، تبدو في ظاهرها موجهة ضد إيران والحوثيين. ومع استمرار العمليات العسكرية النشطة من قبل القوات البحرية والقواعد الأمريكية ضد صنعاء، تتزايد التساؤلات حول الأهداف الحقيقية لهذه الحشود العسكرية.
مصر في دائرة الاستهداف
تشير المعطيات إلى أن هذه التحشيدات قد تكون وسيلة للضغط على مصر لإجبارها على قبول تهجير سكان غزة، وهو الأمر الذي ترفضه القاهرة رفضًا قاطعًا. إلا أن الإدارة الأمريكية وإسرائيل، مدفوعتين بالغطرسة السياسية والمجمع الصناعي العسكري، تصران على تنفيذ هذا المخطط، مستندتين إلى وسائل ضغط متعددة.
أدوات الضغط الأمريكي على مصر
تستخدم واشنطن وحلفاؤها عدة أوراق ضغط في مواجهة الموقف المصري الصامد، منها:
حظر تصدير الأسلحة المتطورة لمنع التفوق العسكري المصري.
العقوبات الاقتصادية والاستثمارية لزعزعة الاستقرار المالي.
التهديد باستخدام القوة العسكرية كوسيلة ردع.
استغلال ملف سد النهضة للضغط على القاهرة في قضايا المياه.
إثارة نزاعات في باب المندب للتأثير على قناة السويس.
استخدام صندوق النقد الدولي كورقة ابتزاز اقتصادي.
الحروب الإلكترونية والشائعات لخلق حالة من الاضطراب الداخلي.
تجنيد الميليشيات والمرتزقة تحت شعارات دينية ومذهبية لزعزعة الاستقرار.
زرع الفتن الطائفية والعرقية بهدف إضعاف الجبهة الداخلية المصرية.
التصعيد العسكري في المنطقة
يتزامن الضغط على مصر مع تصعيد عسكري واسع في عدة جبهات:
غزة: قصف مكثف يستهدف المدنيين العزل، في محاولة لدفع الناجين نحو البحر أو الحدود المصرية.
السودان: بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على الشمال، تسعى الاستخبارات الغربية لتأجيج الصراع في الجنوب.
اليمن: غارات أمريكية مكثفة على صنعاء وميناء الحديدة ووسط البلاد.
القاذفات الأمريكية: تموضع استراتيجي بين باب المندب والخليج العربي.
حرب صهيونية بواجهة صليبية؟
الوضع الحالي يعكس حالة من “السعار الصهيوني” الذي يجمع الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل في تحرك عسكري محموم، وكأنها حرب صليبية جديدة تُخاض بأدوات عسكرية حديثة.
في هذا السياق، يبرز وزير الدفاع الأمريكي “بيت هيجسيث”، الذي ظهر مؤخرًا بوشم على ذراعه مكتوب عليه “كافر” باللغة العربية، في رسالة عدائية واضحة للعرب والمسلمين في المنطقة.
مصر في حالة تأهب
رغم كل هذه الضغوط، تقف مصر بثبات، رافضةً المساومة على أمنها القومي أو المشاركة في مخططات تهجير الفلسطينيين. فكما وعد الله في كتابه:
{ كتب الله لأغلبن أنا ورسلي }
{ وكان حقًا علينا نصر المؤمنين }
وفي ظل هذه التحديات، لا مكان لمن يغرد خارج السرب المصري، فالأولوية الآن للوطن والجيش في مواجهة التحديات المفروضة على المنطقة.