رسائل من قلب القاهرة القديمة: قراءة في تحركات الرئيس السيسي ودلالاتها الإقليمية والدولية

بقلم،، محمد عبد الصبور

216

في مشهدٍ بدا للكثيرين عفوياً، اصطحب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في جولة ميدانية بمنطقة الحسين والجمالية، قلب القاهرة التاريخي، وسط حفاوة شعبية وأجواء مصرية خالصة. ولكن خلف هذا المشهد البسيط، تقف رسائل عميقة ومتعددة الأبعاد، موجهة بعناية للداخل والخارج على حد سواء، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتصاعدة والمتغيرات الدولية المتسارعة.

فعلى المستوى الداخلي، جاءت هذه الجولة في توقيت حساس، لتؤكد للرأي العام المصري أن الرئيس في قلب المشهد الشعبي، وسط الناس، بعيداً عن القوالب البروتوكولية التقليدية. إنها رسالة حاسمة لمن يراهنون على افتعال قطيعة بين القيادة والشعب، خصوصاً تلك الفئات المعادية للدولة التي لا تمثل سوى أقلية محدودة، لا تملك التأثير الحقيقي في مجريات المشهد الوطني.

أما خارجياً، فقد حملت هذه الزيارة دلالات لا تقل قوة. في وقتٍ تعاني فيه المنطقة من اضطرابات متزايدة – بدءاً من التصعيد المستمر في الأراضي الفلسطينية، ومروراً بالتهديدات المتبادلة في الخليج، وانتهاءً بتعقيدات المشهد في أوكرانيا وتأثيراته على الأمن الدولي – تأتي الرسالة المصرية واضحة: “مصر آمنة. مستقرة. ومتماسكة”.

فأن يصطحب الرئيس السيسي زعيم دولة عظمى مثل فرنسا، في جولة غير رسمية داخل أحياء القاهرة العتيقة، وسط المواطنين، دون تشديد أمني مبالغ فيه أو قيود، فذلك يعكس درجة غير مسبوقة من الثقة بالنفس، واليقين بقوة الدولة، وتماسك أجهزتها، ودعم شعبها.

هذه ليست زيارة بروتوكولية تقليدية، بل هي عرض ميداني لقوة مصر الناعمة، ولقوة أمنها الداخلي، والأهم، لقوة العلاقة بين القيادة والشعب. وهي، في سياقٍ أوسع، رسالة إلى كل من يفكر في المساس بأمن مصر أو استقرارها، بأن هذه الدولة محمية ليس فقط بجيوشها وسلاحها، بل بتاريخها، وشعبها، وبقيادة تتحرك بثقة واستراتيجية هادئة ولكن حاسمة.

في ظل تصاعد الحشود العسكرية في الشرق الأوسط، وتزايد الحديث عن “الحرب الكبرى القادمة”، تأتي جولات الرئيس السيسي كنوع جديد من “الردع الصامت”، لا تقل أهمية عن العروض العسكرية أو المناورات الاستراتيجية. فمشهد رئيس الدولة يسير في الأزقة القديمة، مصافحاً المواطنين، هو بحد ذاته عرض للقوة، ولكنه من نوع آخر: قوة الثقة، وقوة الالتحام الشعبي، وقوة الرسائل غير المباشرة.

إن مصر، بتاريخها الممتد لأكثر من سبعة آلاف عام، وشعبها الذي لم يعرف الانكسار، لا تقف موقف المتفرج في ظل هذه التحولات العالمية، بل تقود وتشارك وترسل الرسائل الواضحة لمن يهمه الأمر: “نحن هنا… أقوياء، آمنين، وعلى قلب رجل واحد”.

يقدم موقع المدن الإخباري تغطية شاملة ومحدثة على مدار الساعة لمختلف المجالات الإخبارية، حيث نتابع آخر التطورات في أخبار السياسة والاقتصاد والرياضة والمجتمع.

أخبار التعليم: أحدث الأخبار حول المناهج، نتائج الامتحانات، قرارات وزارة التعليم، وكل ما يهم الطلاب والمعلمين.

أخبار المدن: متابعة يومية لأهم الأحداث المحلية والتطورات في مختلف المحافظات.

أخبار عربية ودولية: تغطية حصرية للأخبار العالمية والعربية، من السياسة إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

اقتصاد وبنوك: رصد مستمر لأسعار العملات، تطورات البورصة، أخبار البنوك والاستثمار والأسواق المالية.

تحت القبة: تقارير وتحليلات حصرية حول القوانين والتشريعات وقرارات البرلمان.

ثقافة وفن: متابعة لأخبار السينما، الدراما، الفنون، المهرجانات الثقافية، والإبداع الأدبي.

حوادث: تغطية حصرية للأحداث الطارئة، الحوادث المرورية، والجرائم اليومية.

رياضة: أحدث الأخبار الرياضية، نتائج المباريات، انتقالات اللاعبين، وتحليلات الدوريات المحلية والعالمية.

عقارات: تقارير عن سوق العقارات، أسعار الوحدات السكنية، والمشروعات الجديدة.

قناة المدن: محتوى مرئي حصري يشمل تقارير فيديو وتحقيقات ميدانية.

مجتمع المدن: أخبار المجتمع، الفعاليات المحلية، وقصص النجاح والابتكار.

مقالات: تحليلات ورؤى مختلفة حول الأحداث السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.

تابع موقع المدن للحصول على تغطية إخبارية موثوقة، شاملة، ومتجددة على مدار الساعة.