للحديث بقية . . (8)

كنت أعتقد، أن عدم الرغبة في ظهور صوت المرأة في الإذاعة كمذيعة، عند بدايتها، أمر خاص بالمملكة العربية السعودية، ودول الخليج، غير أني تفاجأت، أن عدم الرغبة حدث أيضًا في معظم الدول العربية، حتى في مصر ولبنان والعراق، فقد علمت بذلك من خلال سماعي لبرنامج (رائدات إعلاميات) فرئيسة الإذاعة المصرية السابقة، الأستاذة صفية المهندس، يرحمها الله، لم يرحب زملاء والدها في مجمع اللغة العربية، بقرار انضمامها للإذاعة، للعمل مذيعة، إذ اعتبروا ذلك أمرًا لا يليق، وكان ينبغي أن تكون معلمة (قد الدنيا).
أيضًا تفاجأت من خلال سماعي للحلقة، التي أنتجتها الإذاعة المصرية، وسابقت بها في الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون يونيو الماضي، عن الأستاذة صفية المهندس، أن أول تجربة إذاعية لها فشلت، حيث لم يوافق الأستاذ محمد محمود شعبان (بابا شارو) المسؤول عن إذاعة الإسكندرية وقتها، وزوجها فيما بعد، على تجربتها الصوتية لحدوث أخطاء لغوية بها.
كنت وبعض زملائي من قسم الإعلام، بجامعة الملك عبد العزيز، قد تعرفنا على الأستاذة صفية وزوجها بابا شارو، في النصف الثاني من السبعينيات الميلادية، خلال زيارة علمية لمصر، ومن ضمنها الإذاعة والتلفزيون في ماسبيرو، وكان الفضل في تلك الزيارة، يعود لأستاذنا الدكتور سعود عبد العزيز زبيدي، أول رئيس لقسم الإعلام، الذي أقنع إدارة الجامعة، بضرورة قيامنا بزيارة لمصر، الرائدة في العمل الإذاعي والصحفي، وكان معنا خطوة بخطوة في تلك الزيارة، التي استطاع بعلاقاته الشخصية، أن يجعلنا نلتقي مع كثير من رموز الأدب والفكر والإعلام، في مصر، منهم، الأستاذ توفيق الحكيم والأستاذ يوسف السباعي والأستاذ إحسان عبد القدوس والأستاذ موسى صبري.
يتبع.

* إذاعي وكاتب سعودي

الصور المرفقة :
ــ طلبة قسم الاعلام يتوسطهم الدكتور سعود زبيدي
ــ مع الأستاذة صفية المهندس
ــ مع الأستاذ توفيق الحكيم