لن أقوم باستعراض تقليدي لكتاب الدكتور عبد العزيز الصويغ (خارج الصندوق .. مسيرة حياة) فالكتاب ليس حديثًا في إصداره، لكني من خلال القراءة المتأنية تعرفت على مواقف وأحداث تستحق التعليق، وهي في الغالب متعلقة بالشأن العام وليس الشخصي.
من تلك المواقف، ما اُسميه آفة التسلط، وقناعة البعض ــ وهم ليسوا قلة ــ اعتبار كرسي الإدارة في الجهاز الحكومي ملكًا له، ومن حقه التصرف في تلك الإدارة، وفق ما يرغب دون مراعاة لنظام، ولا يخجل من قوله :أنا أريد، وأنا لا أرغب، وهذا قراري يجب ألا يخالف.
عندما عاد الدكتور الصويغ، من بعثته التعليمية في أمريكا إلى جامعة الملك سعود، تم تعينه على وظيفته السابقة معيدًا وليس أستاذًا مساعدًا كما يقضي النظام بذلك، وأعتقد وكيل الكلية الذي أصدر القرار، أن هذا من حقه، خاصة أن زميلًا آخر عاد من بعثته، وتم تعينه فورًا أستاذًا مساعدًا، وسبب التفرقة كما ذكر الوكيل، وكتبها الدكتور الصويغ، أن المتعين على وظيفة أستاذ مساعد، تكلم بأدب، أما الدكتور الصويغ، الذي طالب بحقه، وأستنكر على الوكيل تصرفه، وعدم فهمه للنظام، فهو متجاوز لأصول مخاطبة الوكيل، الذي يستعذب مذلة الموظفين.
إن مواجهة أي موظف حكومي، أو حتى في القطاع الخاص، لمثل ذلك الوكيل تعني حرمانه من الترقية، وكل المميزات التي يمنحها النظام للموظف، وبالتالي فإن شعور ذلك الموظف، هو أنه يعمل لإرضاء مديره، وليس للقيام بواجبه الوظيفي، وقد تراكم هذا الشعور، حتى تساوى فيه العامل بالمهمل، بل فاق المهمل زميله المجتهد، بالترقيات والمميزات التي منحت له مقابل رضاء مديره عنه.
يتبع…
*إذاعي وكاتب سعودي
القادم بوست