نيل درجة الدكتوراه لا يعني التحصيل العملي، والقدرة على البحث وحسب، بل إدراك ووعي، بأهمية التعليم وقدسيته، وإضفاء روح التعامل الحسن مع كل الناس خاصة الطلاب.
منذ تأسيس أول جامعة في المملكة العربية السعودي، وهي جامعة الملك سعود، ظهر من بين أعضاء هيئة تدريسها، عناصر معتدة بنفسها ومتعالية وظالمة، لقناعتهم ألا أحد يستطيع الحصول على ما حصلوا عليه من درجة علمية، قد تكون حياتهم الخاصة من الجانب الاجتماعي صعبة، خاصة في مراحل تعليمهم الأوَّلي، وقد تكون هناك أسباب أخرى، لكن ذلك لا يعطيهم الحق في تصرفاتهم التي تبدو أنها محاولة لعدم وصول أي طالب لمستوى علمي، قد يفوق مستواه في يوم ما.
(أدي وشي لو نجحت في المادة) بهذه العبارات القاسية هدّد أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الملك سعود، الطالب عبد العزيز الصويغ، عندما كان يدرس بها في مرحلة البكالوريوس، وقد ذكر الدكتور الصويغ في كتابه (خارج الصندوق .. مسيرة حياة) تفاصيل كثيرة عن الموضوع، إن ذلك كان وما زال واقعًا، وخاصة من بعض هيئة التدريس من السعوديين، الذين يفترض أن يكونوا مع أبناء بلدهم، آباءً يسعون لجعلهم عدّة لمستقبل البلاد، فكثيرًا ما سمعت من بعض الطلاب، أن دكتور المادة قال لهم ــ بطريقة متعالية ــ منذ المحاضرة الأولى (ترى لا أحد يفكر إنه يأخذ عندي امتياز).
نعم مهنة التعليم لا تخلو من منغصات سببها تصرف بعض الطلاب، لكن التعليم رسالة سماوية، ورسول الله صل الله عليه وسلم، خير معلم واجه الكفر وكل أنواع التمرد والعناد والجهل، بخلق الكريم، حتى ما تعلق بالنيل من ذاته الشريفة فقال (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
يتبع…
*إذاعي وكاتب سعودي
القادم بوست