إعادة هيكلة وزارة الإعلام، ليس فقط بإلحاق المختصين والمحترفين بهيكلها الإداري والفني، بالإضافة إلى مختصين من جهات صنع القرار السياسي فحسب، إنما أن تكون وزارة الإعلام أيضًا مشاركة في الحدث، وليس ناقلة له أو متلقية للتعليمات، وهذا هو الذي تخيلته في اقتراح الدكتور عبد العزيز الصويغ، الذي أعد ملفًا خاصًا ودراسة، كما ذكر ذلك في كتابه (خارج الصندوق .. مسيرة حياة) لتكوين الأمانة العامة للإعلام الخارجي، فلا ضير أن تكون تحت عباءة وزارة الإعلام.
أحسب أن وزارة الاعلام بكافة أجهزتها سابقًا، وحاليًا تفتقد إلى التنسيق المحكم، مع جهات صنع القرار، ودائما تكتفي بأن تكون ناقلة للحدث أو منفذة للتعليمات، وربما لدى جهات وزارية أخرى قناعة، أن الإعلام مجرد ناقل ومنفذ للتعليمات، فتأتي النتائج على غير ما ينبغي أن يُحقق من عمل إعلامي.
أذكر بالخير كثيرًا أستاذنا في إذاعة جدة، سيد عبد الكريم ــ وكان من المصريين المتعاقدين مع الإذاعة السعودية ــ إذ طالبني عندما كنت مسؤولًا عن التنفيذ وعن برنامج (البرنامج المفتوح) بإقامة دورات وورش عمل متخصصة للمذيعين داخل الإذاعة، يقوم بإلقاء محاضراتها مختصون من غالبية الوزارات، وآخرون من الجامعات، وأن تكون تلك الدورات والورش متوافقة مع الحدث الآني المحلي والخارجي، ليتمكن المعد والمذيع من الوصول إلى الهدف المرجو تحقيقه بفضل جملة المعلومات التي يزودون بها، فكم هو مؤسف أن تسمع أو تشاهد حدثًا، يكون فيه المعد أو المقدم أو المصور أو المخرج غير مدركين لأبعاده، وما الذي ينبغي إظهاره والذي يجب إيصاله للمتلقي، وهذا ليس خاصًا بالإعلام داخليًا بل وخارجيًا.
يتبع…
*إذاعي وكاتب سعودي