(ولد معالي الأخ الدكتور أحمد محمد علي المدني في المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، وإذا صح لي تحقيق مكان ميلاده ــ تخريجاً على كلامه هو ــ لقلت إنه : المسجد النبوي الشريف، ولا تعجبوا من ذلك، باعتبار أن توسعته الجديدة استوعبت معظم مساحة المدينة النبوية أو تكاد) .
الأسطر السابقة من كلمة للأستاذ أسامة جعفر فقيه ــ وكان حينذاك رئيسًا للبنك الإسلامي للتنمية ــ في حفل تكريم الدكتور أحمد محمد علي، رئيس البنك الإسلامي للتنمية الأسبق، في إثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه، يرحمه الله، بتاريخ 19/10/1415 هـ ــ20 /3/ 1995م ــ وكنت عريفًا للحفل ــ، وهذا بالطبع واقع كثير من الأسر في المدينة المنورة، التي كانت منازلهم ملاصقة للمسجد النبوي الشريف، قبل التوسعات السعودية منذ بدايتها، وكذلك هو الحال لكثير من الأسر في مكة المكرمة، التي كانت منازلهم ملاصقة للمسجد الحرام، خاصة قبل أن يتم إدخال المسعى ضمن حرم المسجد.
لقد وجدت فيما قاله الأستاذ أسامة فقيه، مدخلا للحديث عن بعض حارات أو أحياء مكة المكرمة، التي تمت إزالتها بالكامل، بسبب توسعة المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به، وكثير من سكان تلك الحارات، ما زال على قيد الحياة والحمد لله، لكنهم يشعرون بغصة في الحلقة، وألم في القلب، وبعضهم تسيل أدمعه كلما عاد بذاكرته الى الوراء، حيث ــ كما يقولون ــ أجمل ذكريات الطفولة والشباب، بل والكهولة لدى البعض، فالتحنان للماضي أمر طبيعي عند الإنسان، حتى إن اختلفنا على جماله، أو قبحه أو يسره أو عسره أو لينه أو قسوته، لكن يظل القاسم المشترك في كل تلك الذكريات، هو صفات الناس وأخلاقهم، وليس جمال المكان، أخذاً بقول الشاعر قيس (وما حب الديار شغفن قلبي …. ).
يتبع…
*إذاعي وكاتب سعودي
الصور المرفقة من موقع الاثنينية :
ـــ أسامة فقيه، أحمد محمدعلي، عبد المقصود خوجة
ــ على منصة الاحتفال : عدنان صعيدي، عبد المقصود خوجة، أحمد محمد علي.
ــ هدية الاثنينية (اللوحة التذكارية للإثنينية)