وللحديث بقية . .(29)

حارة الشامية في مكة المكرمة، وكثير من الحارات أسماؤها مستحدثة، مثل المسفلة ــ وهي أصلا جزء من كداء ــ والسليمانية، وليست قديمة كجياد أو أجياد، وكدي أو كداء وجرول، وهذا ما أكده لي في رسالةٍ صوتية، شاعرنا الكاتب الصحفي، الأستاذ محمد الحساني، وعلل في تعليقه، أن اسم الشامية أطلق عليها لنزول حجاج أهل الشام بها، عندما كانوا يأتون للحج، بينما جرول وأجياد وكداء من عهد الجاهلية، مثل ريع أبو لهب في جرول.
حارة الشامية، نالت شرف الجوار للمسجد الحرام، حتى تمت إزالتها، وعدد من الحارات (الأحياء) في التوسعة الأخيرة للمسجد الحرام، التي تمت في عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز، يرحمه الله، وكان بها من قبل مركزاً للشرطة يسمى قديماً (كراكون) فقط لا غير، ثم ستديو الإذاعة في جبل هندي ــ وهو جزء من جبل قعيقعان، لو أن تلك البقعة تعتبر إدارياً تابعة للشامية ــ.
أما حارتي السليمانية (العظمي) فما زالت تحظي بشرف الجوار لمقبرة المعلاة، وقبر أمنا السيدة خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها وأرضاها، وبعض الصحابة والتابعين، والصالحين من أهل مكة، وحجاج بيت الله الحرام، ومازال جزء من السليمانية عامر بمبانيه القديمة والمتهالكة والحديثة أيضاً، امتداداً من جبل جانشاه، إلى جزء من الحجون إلى غيلمة، وهي وفق التقسيم الجغرافي القديم، تعتبر في أعالي مكة المكرمة، وكانت تتقاسم مع شعب عامر الخريق، الواقع في شرقها، ومع النقا، سوق المعلاة، وطلعة الفلق، وكان جزء كبير منها، يحظى بإطلالة موقع مدفع رمضان على جبل قعيقعان.
يتبع…
*إذاعي وكاتب سعودي

الصور المرفقة :
ــ محمد الحساني
ــ جزء من مقبرة المعلاة
ــ مدفع رمضان