ليس من باب الدعاية، ولكن الواقع الذي لا يُنكر، والحقيقة التي لا تُحجب، أن كل بيت في مكة المكرمة، بل وفي كل مدن وقرى وهجر المملكة، تصدر دجاج وبيض فقيه الموائد، وتغذى أكثر من جيل عليه، ومن قبل سمن فقيه، ومن بعد، كل هذه المشاريع الترفيهية، على كورنيش جدة، التابعة للشيخ عبد الرحمن فقيه، وهو من أبناء حارة السليمانية، ومن الواجب ألا أتجاوز ذكر فرن الغربي ومبسطه في سوق المعلاة، وتميزه بإنتاج خبز لم يعد له مثيل، وكيف كنا نتقاطر ونحن صبية، نحمل على رؤوسنا تباسي وصواني المعمول والغريبة، لتخبز لديه قبل عيد الأضحى بيومين أو ثلاثة.
وكثير من فناني الحجاز، لا يمكن لهم تجاوز سيرة الفنان الكبير، حسن جاوه، فهو ابن حارتي السليمانية، التي جادت بالعديد من المواهب الفنية، كصدقة شلبي مدير التصوير التلفزيوني، ومحمد نور كاتب، مدير محطة تلفزيون جدة، في عهد الدكتور محمد عبده يماني، وآخرون يعزفون على العود والكمان والقانون، ومنهم جيل يغني حتى الآن، وهم أبناء الاسكندراني، وأبرزهم الفنان حسن، وأخواه حسين ومحمد، حيث تعلموا على يد والدهم الأستاذ عبد الرحيم .
كل الأسماء التي ذكرتها، عن حارة السليمانية بمكة المكرمة، شاهدتها عن قرب، وأعرفها وتحدثت معها، وأعرف مواقع بيوت أغلبهم، وأماكن محلاتهم، واشتريت منها، فرحم الله من توفي منهم، والشخصية الوحيدة، التي لم أدرك نجوميتها، الفنان الكبير الشيخ حسن جاوه، فقط كنت أراه في نهاية عمره، يجلس كل شهر تقريباً، من بعد صلاة العصر إلى أذان المغرب، عند دكة الصلاة، تحت البيت الذي كنّا نسكنه، صامتاً وقوراً، تفرش له فرشة، يظل عليها منتصب الجذع متربعاً رغم مرضه.
يتبع…
*إذاعي وكاتب سعودي
الصور المرفقة :
ــ عبد الرحمن فقيه
ــ حسن جاوه
ــ د. محمد عبده يماني
ــ حسن اسكندراني