قبل عصر الشبكة العنكبوتية، لم يتمكن الناشرون في المملكة العربية السعودية، من إيصال الإنتاج الفكري والثقافي والأدبي المحلي إلى خارج المملكة، والجهود التي بذلت من بعض الناشرين، وشركة تهامة، لم تلفت انتباه العامة، لكن بعض النخب خارج المملكة، تعرفت من خلال تلك الجهود على بعض الأسماء، وعلى بعض نتاجهم، وقد أدى عدم معرفة عامة الناس خارج المملكة بالإنتاج الفكري والثقافي والأدبي في المملكة، إلى التقليل من مكانة المملكة ثقافيًا، فلم يدع، وحتى يومنا هذا، إلا عدد قليل جدًا للمشاركة في المناسبات الفكرية والثقافية والأدبية في العالم العربي، بينما تحظى تلك المناسبات بأعداد كبيرة وأسماء مكررة، من بعض الدول العربية، التي استطاع الناشرون خلال فترة غياب الناشر في المملكة عن المشهد، إيصال إنتاجهم الفكري والثقافي والأدبي الى أسواق المملكة، والدول العربية الأخرى بشكل مكثف، حتى أصبحت أسماء المؤلفين عنوانًا للثقافة والأدب والفكر في العالم العربي، والحق أن كثيرًا منهم يستحق ذلك، والحق أيضًا أن المملكة بها مفكرون ومثقفون وأدباء، يستحقون أن يكونوا في صدارة المشهد بجانب تلك الأسماء العربية.
لقد شارك معظم مفكري ومثقفي وأدباء وإعلامي العالم العربي، في كل المناسبات في المملكة العربية السعودية، لإيمان المملكة، بأهمية تلك الشخصيات وإنتاجهم، وتمت دعوتهم للمشاركة في الصحف والمجلات السعودية، وتكريمهم في الأندية الأدبية الثقافية والصالونات والمنتديات الخاصة الأدبية، وهو أمر لا يعني افتقار المملكة النوعي، خاصة أن كثيرًا من تلك المناسبات تعتبر حدثًا محليًا ، لكن عجز الناشرين والمعوقات التي سيطرت على كل مناحي الحياة في المملكة كانت سببًا في جهل المتلقي داخليًا وخارجيًا بالإنتاج وأصحابه.
يتبع.
*إذاعي وكاتب سعودي