الأستاذ عبد العزيز الرفاعي، يرحمه الله، كان يملك دار نشر، وأصدر كُتيبًا للأستاذ عزيز ضياء، يرحمه الله، عنوانه (حمزة شحاته قمة عرفت ولم تكتشف) أحسب أن قممًا أخرى لم تعرف ولم تكتشف أيضًا، لقلة الباحثين، أو ربما تكاسلهم للكتابة عن تلك القمم.
كانت مجلة العربي والدوحة، ومجلات أخرى من دول عربية، تحظى بمتابعة الكثير من الناس هنا في المملكة، بينما مجلة الفيصل والمجلة العربية والدارة والمنهل، بالكاد تكون بين يدي النخب، وبعض الباحثين لدينا وقليل من العامة.
تيارا الحداثة والصحوة، كانا الأكثر استفادة من الشبكة العكبوتية، وكان هناك إنفاق سخي من قبلهما للنشر التقليدي والتقني، حتى بات إنتاجهم، وأسماء المؤلفين أكثر انتشارًا في الداخل والخارج، من التيار التقليدي، الذي ظل محافظًا على مفاهيمه المتعالية أو المنطوية، مكتفيًا بالمعارك الصحفية، واستضافات في الأندية الثقافية الأدبية والصالونات، التي تجمهر فيها عدد من الحداثيين أو أتباع الصحوة، لإفساد كل لقاء تقليدي، فضلًا عن تنافر شخصي بين كثير من التقليديين، أدى إلى انزوائهم.
المرحلة الحالية أصعب بكثير، في ظل الوسائط الحديثة، ووفاة الكثير من التقليديين، وقلة الباحثين والنقاد، الذين يمكنهم إيجاد مساحة ولو بسيطة في المشهد لتلك النخب، حتى أصبحنا نستمع باهتمام وإعجاب، لمن بقي منهم، أو من أدرك أهميتهم.
وزارة الثقافة الآن لديها عدد من الأذرع الأدبية والثقافية، غير أني أحسب أن الاهتمام الأكبر، يكون لجيل الشباب، لذلك فإن أسماء كثير من مثقفينا وأدبائنا تغيب بالفعل عن المشهد، وبالتالي فإن إنتاجهم سوف يضيع، إلا ما قد تم طباعته ونشره بشكل محدود، كما فعل الشيخ عبد المقصود خوجه، يرحمه الله، وآخرون ربما لا أعلم عنهم.
يتبع.
*إذاعي وكاتب سعودي
الصور المرفقة :
ــ عبد العزيز الرفاعي
ــ عزيز ضياء
ــ حمزة شحاته
ــ عبد المقصود خوجة
ــ غلاف الكتاب