الباحثون والنقاد، يحتاجون إلى من ينشر إنتاجهم، فهم أفراد وليسوا دور نشر، فضلًا عن الجهد الكبير الذي يبذلونه في البحث، في ظل قلة المصادر أو انعدامها، وقد يتطلب البحث أحيانًا التقاء شخصيات، تعرف عن النخب التقليدية أكثر مما كُتب عنها، أو في حال عدم توفر المصادر، فالبحث تلزمه بعض الروايات الشفهية، عن الجوانب الشخصية إذا كان الهدف ليس نقدًا أدبيًا وحسب، بل إظهار السير الذاتية أيضًا.
ما تقدم، مبرر مقنع بالنسبة لي، كي أعمل قدر استطاعتي، وبقدراتي المتواضعة، على التذكير بأسماء وإنتاج شخصيات غابت عن دنيانا، ولم يقم ورثتهم بمحاولة التذكير بهم، وما سوف أقوم به من خلال هذه الأحاديث، هو عمل متواضع جدًا، وليس بحثًا علميًا، أو نقدًا احترافيًا، إنه اجتهاد، يمكنني منه ما هو متوفر في مكتبتي المتواضعة جدًا، الهدف منه فقط التذكير، فكثير منهم، سوف يجد الباحث في الشبكة العنكبوتية معلومات موسعة عنهم، ويكفي أن تحظى الشخصية التي اٌذكر بها قول المطلع (الله يرحمه) وقد سبق لي اجتهاد متواضع أيضًا، على (تويتر) من خلال التذكير بكُتاب وشعراء الأغنية في المملكة، حيث اُغرد ببعض اُغنياتهم، ووضع صورهم، إنها مجرد تذكير، ليت من هو أقدر مني يساهم بقدر استطاعته، في التذكير بتلك الأسماء وإنتاجهم، وفق ما يراه مناسبًا، فالشبكة العنكبوتية تسع الكثير، وهي قادرة للوصول إلى كل أرجاء الدنيا، والجيل الحالي منصرف إلى اهتمامات تخصه، ليس بالضرورة تلقي ردود فعل مباشرة وسريعة، بل يكفي المشاركة التي ربما تفيد باحثًا أو محبًا لتلك الشخصيات، فكثير من شخصيات العالم العربي، حاضرة أمام الجيل الحالي، حتى بعد مرور قرن على وفاتهم، بسبب انتشار المعلومة عن طريق الوسائط، وما سبق وتم نشره في زمن غياب النشر لدينا في المملكة، وأشعر في كثير من الأحيان أن بعض المتلقين يفرحون بها.
يتبع.
*إذاعي وكاتب سعودي