وللحديث بقية.. (41)

أجد أنه من واجبي أن اُذكّر بالكاتب، الأستاذ حمدان صدقة، يرحمه الله، وكتابه (أفانين) الذي كان سببًا في تذكيري، بالشاعر الأستاذ محمود عارف، يرحمه الله، (أفانين) كانت طبعته الأولى في الثمانينيات الهجرية، وهو نتاج عمل دائب ومستمر، للأستاذ حمدان صدقة، في إعداد الصفحات الفنية، في مجلة الأضواء، ثم جريدة الرائد، لصاحبهما الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين، يرحمه الله، وظل يكتب في الصحف بعد عهد الأفراد، في البلاد وعكاظ والمدينة، في الشأن الفني.

ولد الأستاذ حمدان صدقة، في مدينة ينبع عام 1352هـ، لكنه نشأ وتعلم في مدينة جدة، وكان العمل الأساسي له في الجمارك، لكن علاقته بالفن والفنانين جعلته من منسوبي جمعية الثقافة والفنون بجدة، فكان رئيسًا للجنة القافية بها، كعمل إضافي، حتى توفاه الله عام 1424هـ، ومن خلال الجمعية تعرفت على الأستاذ حمدان، بخلقه الحسن، واستقباله للناس بوجه بشوش، محب للثقافة والفن.

كتاب (أفانين) اشتمل على اثني عشر بابًا هي (الموسيقى عند العرب، الموسيقى والغناء في العصر الأموي، أسباب ركود فن الموسيقى، تطور الموسيقى والغناء، الأغنية السعودية بين القديم والحديث، مع شعراء الأغاني، الأغنية الشعبية، الفولكلور، المنلوج، الحضارة وتراثنا الشعبي، تراجم حياة الفنانين، آراء الفنانين العرب في الفن السعودي.

لا شك أن الجهد الذي بذله الأستاذ حمدان، في تأليف الكتاب كان جهدًا كبيرًا ومميزًا، خاصة أن صفحات الكتاب بها عدد كبير من كلمات الأغاني، في ذلك الوقت، بالإضافة لعدد كبير من صور للفنانين، والفرق الموسيقية، فرحم الله الأستاذ حمدان صدقة، وأسكنه فسيح جناته.
يتبع .

*إذاعي وكاتب سعودي