*يوسف عبداللطيف يكتب: الكيان الصهيوني الجبان وإيران المجرمة وجهان لقذارة واحدة*

13

في لحظات كهذه، حين يصعد لهيبُ الحرب إلى سماء الشرق الأوسط، أشعر بثقَلِ الظلم والعجز، وأنا أكتب بحزنٍ مغروس في قلبي؛ فلا أكتب بتجرد المحللين، بل بصوتٍ ينطق بالحقيقة والوجع.

هذه الحرب بين إيران وإسرائيل – التي يفترض أنها شعبٌ وشعبٌ – ليست معركة حدود ولا حرباً لا طائل منها، بل تصادمٌ رهيب بين جبروتٍ معتَدٍ وجيوشٍ شعبيّةٍ تقارع جبروت دولةٍ عتيدةٍ مدججةٍ بأسلحةٍ متفوّقة، أكتب ليُسمِعَ القارئ نبضَ الأمة، لا ليقرأ خبراً عابراً.

فكلما اشتعلت السماء بنيران الحرب بين الكيان الصهيوني وإيران، تخرج رائحة الخيانة والتضليل من كل ركن في هذا المشهد الدموي.

لا خير في هذا الطرف، ولا ذرة شرف في ذاك .. نحن أمام معركة قذرة بين وجهين لعملة واحدة، كلاهما غارق في دماء الأبرياء، وكلاهما يوظف القتل والدمار من أجل الهيمنة، لا من أجل القضايا العادلة ولا الدفاع عن المستضعفين.

إيران وإسرائيل لا تمثلان إلا نفسيهما، ولا تدافعان إلا عن أطماعهما. كل صاروخ ينطلق، وكل طائرة تُسقط، تُبنى على أنقاض الحقيقة والكرامة.

إسرائيل – هذا الكيان المصطنع من رحم الإجرام العالمي – لا يزال يتبجّح بأسطورته العسكرية، في حين أن تاريخه مليء بالعار، والجبن، والهزائم الحقيقية أمام الجيوش النظامية.

دعوني أفضح أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي تَعَوّد على مواجهةٍ بلا عمق أو جيوش منتظمة، لقد ردّده الإعلام وأطلقت به الأساطير.

وإن أكبر دليل على هشاشة هذه الأسطورة هو أن العدوّ لم يواجه قواتٍ نظامية حقيقية منذ عقود، الحرب العظمى التي أوْلَدت أسطورة الجندي الذي لا يُقهر كانت حرب أكتوبر، حين تصدَّى الجيش المصري

فما فعله الجيش المصري في أكتوبر عام 1973 لا تزال صدمةً في عقول صانعي القرار في تل أبيب، حين سُحق الجيش الذي ادّعى أنه لا يُقهَر تحت أقدام جنودٍ يعرفون معنى الأرض والعرض.

إسرائيل لا تُجيد سوى حرب العصابات، الاغتيالات، الغارات الجوية، والقتل عن بعد، لأنها لا تقدر على المواجهة الحقيقية في ميدانٍ متكافئ .. جبنهم مركّب، وها هو التاريخ يعيد نفسه.

الجيش الإسرائيلي اليوم يتلقى صفعاتٍ متتالية من إيران، التي أعلنَت عن إسقاط ثلاثة طائرات – طائرتين من طراز F‑35 وأخرى من طراز F‑16 -، حسب ادعائها، وهي تغمر الأجواء بصواريخها، في هجوم لم تشهد له سماء فلسطين مثيلاً منذ عقود.

وسواء كانت هذه التفاصيل دقيقة مئة بالمئة أم لا، فإنّ دويّ الردّ الإيراني الأخير قد زلزل أمن الاحتلال وأربك حساباته، وهذا يعكس طموحهم وإصرارهم في مواجهة العدوّ الذي يَعول على تفوقه التكنولوجي.

لا يمكن لطائرة بمليارات الدولارات، تدّعي أمريكا أنها “تجسيد التفوق التكنولوجي المطلق”، أن تُسقَط بصواريخ محلية، دون أن تُكشَف معها كذبة التكنولوجيا الأمريكية التي باعتها واشنطن على أنها خارقة. السقوط هنا لا يشمل الطائرات فحسب، بل يبتلع الهيبة الغربية كلها.

أما إيران، هذه الدولة التي تتاجر بفلسطين منذ عقود، فهي ليست بطلاً ولا منقذاً كما تحاول أن تسوّق نفسها.

إنها قوة إقليمية انتهازية، تسعى لبسط نفوذها في كل شبر عربي، عبر شعارات المقاومة الزائفة، بينما تقمع شعبها بالحديد والنار، وتغرق في مشروع توسعي طائفي لا يخدم إلا استقرار كراسيها المهترئة.

طهران ليست في موقع الدفاع عن القدس، بل في موقع استغلالها. كل صاروخ تطلقه من أراضيها أو عبر أذرعها، هو بطاقة تفاوض في جيب الملالي، لا سهم شرف في معركة الأمة.

من الجانب العسكري، لا يمكن إنكار أن الضربات الإيرانية أربكت إسرائيل، وشكلت منعطفاً نادراً في معادلة الرعب الجوي.

هجوم بأكثر من 300 طائرة مسيّرة وصاروخ باليستي، يطلق لأول مرة بهذا الحجم المباشر، يُظهر أن قواعد الاشتباك القديمة انتهت.

ليس لأن إيران تحب فلسطين، بل لأن إسرائيل تمادت في انتهاك كل الخطوط، وضربت عمق طهران في قلبها النووي. الرد لم يكن كرماً ثورياً، بل حساباً استراتيجياً يحفظ ماء وجه طهران أمام جمهورها الغاضب.

ورغم أن إسرائيل قد اعترضت معظم الهجوم، فإن الاختراق كان حقيقياً، ووقع الضربة كان أعمق من أن يُنسى.

الكيان المرتبك اليوم لا يخاف الصواريخ، بل يخاف الاعتراف العلني بأن خصمه يمتلك اليد العليا في الردع. يخاف من لحظة يدرك فيها العالم أن السماء الإسرائيلية لم تعد مغلقة.

أن سلاحها الجوي، المتغطرس منذ عقود، صار هشاً أمام منظومات رخيصة، تخرج من ورشات تحت الأرض في طهران ودمشق وصنعاء.

ومع ذلك، أرى أن الجوهر ليس في عتاد الجيوش، بل في الحقيقة التي يعكسها الردّ، إن أظهرت إيران أنها قادرة على الفعل، وفي قلب إسرائيل، فإنها تزول الأسطورة التي بنيت عبر عقود.

لكن لا يجب أن نُخدع .. المعركة ليست معركة كرامة، بل تصفية حسابات .. إيران تريد أن تثبت قدرتها على الردّ لا على الاحتلال، بل على الغارات التي طالت منشآتها.

وإسرائيل، كعادتها، تتاجر بالخوف والدم لتعيد ترتيب أوراقها السياسية الداخلية، وتبتز الدعم الأمريكي والأوروبي بكل وسائل البكاء والخداع. المدنيون في كل الجبهات هم وقود هذه الحرب القذرة، لا المنتصرين فيها.

في خضم هذا الجنون، يحق لنا أن نرفع صوتنا فوق الضجيج: لا لإسرائيل ولا لإيران، لا للقتل باسم المقاومة، ولا للدمار باسم الدفاع، كل طرفٍ يكذب، وكل ضربةٍ تُخفي مصالح لا علاقة لها بالشرف .. من يُرد إنقاذ فلسطين حقًا، فليتوقف عن استغلالها منصةً إعلامية وصندوقاً للرصاص.

هذه ليست حرب تحرير .. إنها حرب نفوذ، طهران تبحث عن الاعتراف بقوتها، وتل أبيب ترتجف من فكرة الانكشاف، والضحية .. الحقيقة، الضحية .. الشعوب، والعار يلاحق كل من تاجر بالقضية.

وفي نهاية مقالي هذا، لا أطلب إلا عدل رب السماء حين يسقط عدل الأرض

اللهم سلط الظالمين على الظالمين وأخرجنا منهم سالمين.

يقدم موقع المدن الإخباري تغطية شاملة ومحدثة على مدار الساعة لمختلف المجالات الإخبارية، حيث نتابع آخر التطورات في أخبار السياسة والاقتصاد والرياضة والمجتمع.

أخبار التعليم: أحدث الأخبار حول المناهج، نتائج الامتحانات، قرارات وزارة التعليم، وكل ما يهم الطلاب والمعلمين.

أخبار المدن: متابعة يومية لأهم الأحداث المحلية والتطورات في مختلف المحافظات.

أخبار عربية ودولية: تغطية حصرية للأخبار العالمية والعربية، من السياسة إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.

اقتصاد وبنوك: رصد مستمر لأسعار العملات، تطورات البورصة، أخبار البنوك والاستثمار والأسواق المالية.

تحت القبة: تقارير وتحليلات حصرية حول القوانين والتشريعات وقرارات البرلمان.

ثقافة وفن: متابعة لأخبار السينما، الدراما، الفنون، المهرجانات الثقافية، والإبداع الأدبي.

حوادث: تغطية حصرية للأحداث الطارئة، الحوادث المرورية، والجرائم اليومية.

رياضة: أحدث الأخبار الرياضية، نتائج المباريات، انتقالات اللاعبين، وتحليلات الدوريات المحلية والعالمية.

عقارات: تقارير عن سوق العقارات، أسعار الوحدات السكنية، والمشروعات الجديدة.

قناة المدن: محتوى مرئي حصري يشمل تقارير فيديو وتحقيقات ميدانية.

مجتمع المدن: أخبار المجتمع، الفعاليات المحلية، وقصص النجاح والابتكار.

مقالات: تحليلات ورؤى مختلفة حول الأحداث السياسية، الاقتصادية، والاجتماعية.

تابع موقع المدن للحصول على تغطية إخبارية موثوقة، شاملة، ومتجددة على مدار الساعة.