احترمت نتيجة استفتاء مهرجان (أسوان) لسينما المرأة رغم اعتذارى عن عدم المشاركة. كانت وجهة نظر القائمين على الاستفتاء الأساتذة كمال رمزى وناهد صلاح وأحمد شوقى، أن الناقد عليه أن يرتب 100 فيلم عربى حسب الأهمية، وأن الفيلم الأول مثلًا يحصل على (100) درجة والثانى (99) حتى نصل إلى الفيلم 100 فى قائمة الناقد ويحصل على (1) فقط.
هذا التقييم الدقيق جدًّا يحتاج إلى مشاهدة حديثة تستعيد بها كل التفاصيل، مع افتراض أن الناقد بالفعل شاهد الأفلام كلها، ولا تزال بقاياها فى الذاكرة، مستحيل أن يدعى أحد أنه رتب العدد تنازليًّا وبدقة حسب الأهمية، طلبت أن نوحد جميعًا معيار الاختيار، كل فيلم يتم اختياره يحصل على صوت، سواء جاء ترتيبه الأول أو الأخير، ثم تتولى اللجنة المنظمة الفرز وتمنح المركز الأول لأعلى الأفلام التى حصلت على تكرار، مع اشتراط رقم 100 فيلم لكل ناقد، وهذا هو الأقرب للمنطق.
لم يتحمس المشرفون للاقتراح، ولم أشأ المشاركة فى استفتاء البنية التحتية له من وجهة نظرى خاطئة. ورغم ذلك وعندما تابعت النتائج وجدتها فى قائمة اختياراتى، حتى لو لم أتفق تمامًا مع كل التفاصيل.
كان من المهم أن يبحث المهرجان عما يشبهه، عنوانه المرأة، وجاء استفتاء ألحقت به دراسة عن أفلام المرأة سواء أخرجها رجال أم نساء، حلت فيه المخرجة التونسية الراحلة والصديقة العزيزة مفيدة التلاتلى فى المركز الأول، بفيلمها الرائع (صمت القصور) وهو أحد الأفلام التى تعيش قى الذاكرة وشهد بداية انطلاق هند صبرى فى مرحلة المراهقة. والثانى (أريد حلًّا) لسعيد مرزوق بطولة فاتن حمامة، والثالث (الطوق والأسورة) خيرى بشارة بطولة شريهان، والرابع (أحلام هند وكاميليا) لمحمد خان بطولة نجلاء فتحى وعايدة رياض .
وتعددت الأفلام التى تستند إلى رؤية خاصة فى الترتيب لكل ناقد، وهو ما يجعل الأمر يقف فى منطقة شائكة، لو تغيرت آلية الاختيار، كان يجب الإشارة إلى النقاد الذين كانت لديهم تحفظات على أسلوب الاستفتاء حتى تتسع دائرة التقييم للقراءة الصحيحة للنتائج. وتظل الأمور كلها تقع فى إطار النسبية، مثلًا من الأفلام التى كنت أنتظرها فى مركز متقدم (لما حكيت مريم) للمخرج اللبنانى أسد فولد كار، الذى جاء فى المركز 61 و(بنتين من مصر) لمحمد أمين بطولة زينة وصبا مبارك، احتل رقم 58، وأيضا الفيلم اليمنى لخديجة سلامى (أنا نجوم بنت العاشرة ومطلقة) رقم 57.
الاستفتاء انتهى إلى اختيار هنرى بركات فى المركز الأول بسبعة أفلام، بين المخرجين الأكثر اهتمامًا بقضايا المرأة، بركات بلا جدال، أحد أهم علامات السينما المصرية، لم يكن لديه مشروع لمناصرة المرأة، وهى لم تكن يومًا قضية بركات، إنه المخرج المفضل لفاتن حمامة، وهى أيضًا نجمته المفضلة، والأفلام التى قدمها لها تعبر عن فاتن، بينما محمد خان الذى حل ثانيًا بستة أفلام هو ما ينطبق عليه هذا التوصيف وعن جدارة (قاسم أمين السينما المصرية) لأن تحرر المرأة كان قضيته.
مهرجان (أسوان) نجح فى الوصول إلى نساء أسوان، حتى المنتقبات منهن تفاعلن فى الندوات والورش، نعم لى مساحة خلاف فى آلية الاستفتاء لا أنكرها، وتفاصيل أخرى، فى هيكل المهرجان، ولكن فى النهاية رأيت أهلنا فى أسوان.