وللحديث بقية . . (23)

جدة : عدنان صعيدي

0 51

لست من أهل جدة، رغم إقامتي بها منذ أكثر من أربعين عاما، لذلك لا أهتم بتفاصيل تاريخ المدينة وأحيائها وأهلها، وهو ذات السبب الذي يجعلني لا أتذكر على وجه التحديد، نشأة حي الخالدية، لكني أذكر أن البعض أشاع أنه جدة الجديدة، وقد تكون الصفة قد اُطلقت على عدد من أحياء الشمال في جدة، والخالدية من تلك الأحياء.
كم هو مؤسف، أن ما أشيع أنها جدة الجديدة في ذلك الوقت، كان مجرد ظاهرة عمرانية، تفتقد إلى بنية تحتية قوية، حتى لا يعاني سكان تلك الأحياء بعد سنوات قليلة من ضعف تلك البنية، أو عدم توفرها، وكم هو مؤسف أن تلك البنية التحتية لم تنشأ بسبب عناد إداري، بين مسؤولين في جدة، تم تسويته لصالح العلاقات الشخصية، وليس لأنشاء بنية تحتية تخدم المدينة.
في كتابه ( خارج الصندوق .. مسيرة حياة) يستعرض الدكتور عبد العزيز الصويغ، نشأته في أحياء جدة داخل سورها القديم، ثم حياته في الكندرة الحي الراقي في جدة الجديدة في ذلك التاريخ (الستينيات الميلادية) حقًا كانت الكندرة جدة الجديدة، فقد ظلت بنيتها التحتية حتى إزالة الحي، قبل عام من على وجه الأرض، صامدة من حيث الصرف الصحي والكهرباء، رغم التكدس السكاني بها على غير ما ألفه الدكتور الصويغ، عندما كان ينظر لحي الكندرة أنها أرقى أحياء جدة بمبانيها ونوع سكانها، وعندما كان يرى بيتهم قصرًا.
أعتقد أن إزالة الأحياء القديمة في جدة، التي كانت يومًا ما جدة الجديدة ــ كما كان يراها الدكتور الصويغ ــ رغم قسوتها، وتوابعها الاجتماعية والاقتصادية ــ إلا أنها قد ــ وهذا هو الأمل ــ تكون السبب في إنشاء الجديد من المخططات على مساحتها الكبيرة جدًا، لتكون بالفعل جدة جديدة، ببنية تحـتية، لا عناد فيها بين المسؤولين.
يتبع…
إذاعي وكاتب سعودي

بنك مصر مقالات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.