وللحديث بقية.. (51)

جدة :عدنان صعيدي*

0 48

ألّف الشيخ أبو تراب الظاهري، عددًا كبيرًا من الكتب، في اللغة والشريعة والسيرة النبوية، وسير الصحابة وعلوم القران الكريم، وتوفي وبمكتبته عدد من المخطوطات التي لم تطبع، بل حتى كتبه المطبوعة لم تطبع جميع أجزائها، وكان يكتب في الصحف، بلغة يصعب على غير المختصين أو غير من درج على قراءة ذلك الأسلوب فهم الكثير من الكلمات، بل وربما كل المقال، يبدأ مقاله بقوله (قال أبو تراب) ويختمه بقوله ( وكتب ذلكم أبو تراب غفر الله له، أو سلمت براجمه من الأوخاز) أما في برنامج شواهد القران فإنه يبدأ بقراءة الآية ثم يعرض لأشهر التفسيرات، وشروح العلماء في اللغة، ثم يقول رأيه بقوله (قال أبو تراب).

من ضمن مؤلفات الشيخ أبي تراب، كتاب أوهام الكتاب، وكبوات اليراع، وهي رصد لكثير من الأخطاء التي يقع فيها كبار الكتاب، ومن رافق الشيخ في عمله أو صادقة أو تتلمذ على يديه، يفتنون بقدرته اللغوية، وسرعة التقاط أخطاء الكتاب أو من يسمعهم حتى لو كان في شغل عن المراقبة.
توفي الشيخ أبو تراب الظاهري عام 1423هـ وقد بلغ الثمانين من العمر، ودفن بمكة المكرمة، وكان حتى آخر أيام حياته يحضر للإذاعة، ويتواصل مع الناس إما بإجابتهم على أسئلتهم أو الاستئناس بسؤالهم عنه.

وأختم بما كتب، الشيخ أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري، أحد تلامذة الشيخ أبي تراب إذ قال (رحلتُ إلى الشيخ أبي تراب الظاهري في الحجاز، وكان صيته قد ملأ الآفاق.. وبعد طول التساؤل عمدتُ إلى شقة أبي تراب في عمارة (باعشن) بجدة؛ فصادفتُ الظاهري يتوكأ على العكاز في السلالم مهدفاً إهداف النواعير.. إلا أنّ زيه زيّ عصري، فلحيته رسمية تلوح كالختم، قد تحيفها التهذيب، وكان لباسه من أخمصه إلى قدمه لباساً أنيقاً، وكنتُ أحسبه من المعمّمين . . كان الشيخ صاحب مزاج، لا يتفجر علمه في المجالس، إلا في صفاء أريحي يخضع لحريته الإرادية، وكان لا يستحضر مذخور قراءته الكثيرة الكثيرة إلا في المناسبات.) رحم الله الشيخ أبا تراب وأسكنه فسيح جناته.
يتبع .

*إذاعي وكاتب سعودي

ــ الشيخ أبو تراب، والشيخ بن عقيل، في إحدى أمسيات الاثنينية

بنك مصر مقالات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.