وللحديث بقية.. (56)

جدة : عدنان صعيدي*

0 55

(عم حسن قزاز) بهذه الصفة، كان بعض جيلي ينادون الأستاذ حسن قزاز، ليس فقط لكبر سنه، وأسبقيته في العمل الصحفي، ولكن للخدمات الإنسانية التي يقدمها للناس، فقد كان يُسخَر وجاهته، وعلاقاته مع الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله، وكثير من المسؤولين، لحل مشاكل الناس وقضاء حوائجهم.
كان يحظى بترحاب ومودة إذا حضر المناسبات الاجتماعية والأدبية، ويسمع كثير من الحاضرين، ضحكات الجالسين معه بسبب أحاديثه ومرحه، فقد شعرت من مشاهداتي له، انه لا يحمل همًا، ويتعامل مع الحياة بواقعية وتعايش سلمي.
قرر الأستاذ القزاز، أن يبتعث ابنه البكر الى مصر، ليدرس بها ورتب الأمر مع أحد أصدقائه في مصر، فلم يخبر زوجته ولا ابنه بذلك، وذات يوم أخذ ابنه معه لجدة مدعيًا أي سبب يطمئن زوجته، وعندما عاد إلى مكة أخبر زوجته أن ابنها في طريقه إلى مصر، على إحدى البواخر ليتعلم هناك، كان حديثه هذا مدهشًا لي وللزملاء فريق التصوير، وكان ابنه يحضر معنا التصوير وهو يضحك، وقال حتى أنا لم أعرف في ذلك اليوم أني مسافر لمصر، إلا عندما ركبت الباخرة، فقد أخذني من البيت دون حقيبة سفر، والاتفاق مع والدتي أننا سنعود في المساء إلى البيت، ولا شك أن هذا القرار يشير إلى إدراك الأستاذ القزاز، بأهمية التعليم في ذلك الوقت الذي لم يكن فيه التعليم في المملكة منتشرا ومتطورا.
يتبع.

*إذاعي وكاتب سعودي

بنك مصر مقالات
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.